السنة الثالثة جمادى الآخرة 1445 هـ - يناير 2024 م


عمر فخري أبو العلا
أعلام مدح النبي (1)
عمر فخري أبو العلا

من هو السيد محمد أمين كتبي؟

 مولدهولد رحمه الله تعالى بحارة الباب بمكة المكرمة سنة ١٣٢٧ هـ

 نبذة من حياته وبداياته

نشأ في كنف والديه حيث أدخله والده الكتاب بجوار منزله بحارة الباب، ثم ألحقه والده بمدرسة الفلاح، فأتم حفظ القرآن الكريم، ثم درس العلوم الشرعية على أيدي أساتذتها وتخرج منها عام ١٣٤٦ هـ

 مسيرته العلمية

شارك العلماء بالتدريس في المسجد الحرام بحصوة باب الباسطية ورواق الباسطية وبالحصوة التي أمام باب النبي وبرواق باب القطبي وبداره العامرة كعادة علماء البلد الحرام

 مؤلفاته

·       نفح الطيب في مدح الحبيب صلى الله عليه وسلم - ديوان شعر

·        بشير الكرام على بلوغ المرام - تعليق لطيف على كتاب بلوغ المرام على أدلة الأحكام لابن حجر

·        إضافة إلى مؤلفات لم تطبع وظلت مخطوطات

 شعره

مداح النبي في عصر ومصر كثيرون لا يحصيهم عد، ومع الاعترف بكمال العجز عن بلوغ ما يستحق المقام النبوي الشريف، فقد جمع الله للسيد محمد أمين كتبي بين رقة الشعر وإشراق الديباجة والغوص على المعاني العذبة الفريدة من تذكر محاسنه الجميلة وأخلاقه الجليلة وشمائله الشريفة صلى الله عليه وسلم ، من صفات الجمال والكمال على وجه العلم والتعظيم والإجلال، فخرج ديوانه نفح الطيب في مدح الحبيب صلى الله عليه وسلم  "يجمع دررا من مدائح النبي صلى الله عليه وسلم وآل بيته، كما كتب الله لبعض قصائده أن تلقى قبولا حسنا وتنتشر أيما انتشار فمن منا لا يعرف "أيها المشتاق لا تنم" أو "صلاتنا على النبي الهاشمي المطلب"

 وفاتهتوفي السيد محمد أمين كتبي رحمه الله تعالى عام ١٤٠٤ هـ ودفن بمقابر المعلاة لمكة المكرمة عن ٧٧ عاماً

يا أهل طيبة

لي في المدينة أحباب إذا نظروا         إليّ ولت همومي وانجلى الضررُ

وأصبح القلب في أنس وفي فرحٍ        جم وصاحبني التوفيق والظفرُ

يا أهل طيبة هيا أنني دنف            وإنني للذي أملت منتظرُ

جرت عوائدكم أن المحب إذا          ناداكم بلسان الحب ينجبرُ

والحب ملء جناني بل تجتم في              شخص على صورتي إن دلت الصورُ

يا سيد الرسل أدركني فما بقيت      لي حيلة غير حب منك مدخر

لله ميلادك الغالي الذي سعدت             به البسيطةُ وانجابت به الغيرُ

يوم به ضاءت الدنيا فما طلعت             شمس على مثله فيها ولا قمر

تحية لك من قلب معطرة         يزيد عرف شذاها روحك العطر

وقائل لي ما تشتاق قلت له        أشتاق طيبة شوقًا ليس ينحصر

فخلني في ربا الإلهام مرتقبًا             أستلهم الشعر فما تبعث الذكر

واسمع أناشيدها أيا مفضلة      كما تفضل في أسلاكها الدرر

وقبة سندسي اللون جللها       تزهو ورونقها أنوارها الخضر

تكامل الحسن فيها فهو مؤتنق        تلذه القلب والأحشاء والبصر

وأشرقَ النورُ فيها، وهو منبثق          منها يعم ربا الدنيا ويزدهرُ

تطاول الشمس إدلالًا بساكنها       ذاك الذي فاز في ميلاده البشر

لها أحاديث في نفسي أرددها      فيلتقي عندها التاريخ والعبر

هناك في حجرة فيحاء طيبة      إذا ذكرت علاها دانت الحجر

قد فاقت العرش والكرسي واستلمت       ركنا من الغيب يعيا دونه النظر

وجاورت روضة مخضلة أنفا      يفوح في جانبها الروض والزهر

يأوي إليها العباد الصالحون كما       تأوي الطيور إلى الأوكار تبتدر

وقام في الجانب الغربي منبره      دومًا بأقدام خير الخلق يفتخر

ولا ترى موضعًا إلا له شرف       منها ولا منزلًا إلا به أثر

وما منازل أصحاب الرسول بها      إلا مدارس بالقرءان تزدهر

وطالما زارها جبريل في ملأ      من الملائك إبلاغًا لما أمروا

والشهر في كل أرض عشره قمر        والشهر في أرض طه كله قمر

وكل أيامها عيد يجد كما      أن الليالي بها في سعدها غرر

هناك أقصد شباك
الرسول لكي،
أستغفر الله حيث
الذنب يغتفر

والشهر في كل
أرضٍ عَشَرهُ قمرُ،والشهرُ في أرضِ طهكلهُ قمرُ"
البدرُ فيها جليٌ لا استتارَ له       والبدرُ في غيرِها يبدو ويستترُ

تلك المعالي التي شاهدتها رُسِمتْ      عندي لها سيرةٌ تحلو بها السيرُ

يا طيبةَ الخير أأضواقًا معجلة         إلى متى أنا أأستأني وأنتظرُ

يا قائد الجو أنزلني إذا لمعت       لعينيك القبة الخضراء والحجر

فوقفه عند أبواب المدينة لا     تبقي من الشوق مطويًا ولا تذر

هناك أقصد شباك الرسول لكي     أستغفر الله حيث الذنب يغتفر

نجوى المحب مع المحبوب يسترها      عن الوشاة فلا يبدو لها خبر

عليك كل صلاة الله ما تليت     في حفل ميلادك الآيات والسور

والآل والصحب والأتباع قاطبة      والغوث والقطب والأحباب إذ حضرواماذا أرى في النوم غير خياله

ماذا أرى في النوم غيرَ خيالهِ            ياليتَ شعري هل أُطـيـفٍ ببالهِ

قمر توسمت الوجوه فلم أجد       وجهًل يقوم إذا بدا بحياله  

تجمعت له كل المحاسن مثلما     جمع الزمان فكان يوم وصاله

قد كنت أحلم قبل معرفتي به        بل قبل رؤية وجه بمثاله

فرأيته فعرفته فإذا هو الـ     أمل الذي لم أعد رسم ظلاله

فأنا السعيد بقربه ووصاله     وهو الوحيد بحسنه ودلاله

سَلني أُجِبْك عن الوجودوما انطوى فيه، وأمسكْ عنبديع جماله

سَلني أُجِبْك عن الوجود وما انطوى       فيه، وأمسكْ عن بديع جماله

هوكعبة طاف الجمال بها         ولم يبرح وألقى عندها برحاله

هو مفرد علم وسبك نظرة      في سمته ومقاله وفعاله

ماذا أعبر عن محاسن ذاته     والبر والإحسان بعض خلاله

والذوق بعض صفاته والحسن بعـ     ـض سماته والنبل بعض خصاله

فهو الشفيع لكل عبد مذنب       وهو الحبيب لكل قلب واله

إني مددت يدي له متشبثًا     بوداده متمسكًا بحباله

أرجوه في الأولى وفي الأخرة فيا      فوزي به إن جاد لي بنواله

يا خاتم الرسل الكرام ألوكة[1]     من خادم فانظر إلى أحواله

بلغه ما يرجو فأنت مقدم     في حضرة المولى وفي إفضاله

إن لم أنادك في مهماتي فمن      للعاجز العاني ومن لسؤاله 

إني رجوتك عالما أن الذي     يرجوك يبلغ منتهى آماله

والله خولنا عليك لأنه      أعطاك مفتاح الكنوز بحاله

وأعاذ من صلى عليك من الهوى     ومن التوى في حاله ومآله

يارب هذا مصطفاك وسيلتي     فاجعل قبولي اليوم في إقباله

واجعل صلاة الخلق في ميزانه      وعبادة الثقلين في أعماله

واجعل صلاتك في معارض فضله     واجعلا سلامك في مطالع فاله

والآل والأصحاب ما لبي امرؤ       بالحج والتوفيق في إهلاله

والغوث والأوتاد أقمار الهدى       والقطب والنجباء من أبداله

القبة الخضراء

القبةُ الخضراءُ مطلبُنا وقبرُ المصطفىمن حجَّ ثم مضى ولم يزر الحبيبَ فقد جفايا زائرَ المختارِ أبشرْ بالسعادةِ والغنىيا زائرَ المختارِ حسبُك أن ترى هذا السنىواسألْ تُنلْ كلَّ المطالبِ من طريقٍ أو تَـليدوأغرفْ من البحرِ المحيطِ فقد ظفرتَ بما تُريديا زائرَ المختارِ قد أصبحتَ في كنفِ المزورقفْ خاشعًا وقلْ السلامُ عليكَ يا بدرَ البدوروعلى ضجيعيك اللذان تأنقا رتب الكمالنالا بصحبتك الشريفةُ في الورى أعلى منالوعلى نجومِ الآلِ والأصحابِ والقطب الهماموعلى اللذينَ بحبهم وبعشقهم قد غنى الحمام


[1] ألوكة: رسالة