
أعلام مدح النبي صلى الله عليه وآله وسلم (۲)
عمر فخري أبو العلامن هو السيد محمد الحراق؟
مولده
· ولد محمد الحراق سنة ١١٨٦هـ (۱۷۷۲م) ونشأ بمدينة شفشاون
نبدة من حياته وبداياته
· عاش في أسرة صالحة متدينة، ربته على مكارم الأخلاق. وطلب العلم، أحس أبوه بفطته وسرعة بداهته في التعلم منذ صغره قشعر باستعاداده لطلب العلم، فقرر ذهابه إلى جامع القرويين بفاس من أجل استكمال تعليمه إلى أن أتم دراسته، فأصبح بعد ذلك عالما جليلا، مما جعل السلطان مولاي سليمان العلوي يعينه خطيبا ومدرسا بالمسجد الأعظم بتطوان
مؤلفاته
· رسائل في التربية النبوية النورانية
· ديوان شعر الذي به قصائده
· حكمه المنيرة للبصيرة الإنسانية
· شرحه للصلاة المشيشية وللحزب الكبير للإمام الشاذلي رضي الله عنه
تصوفه
لقد سلك سيدي محمد الحراق طريق القوم على يد الشيخ مولاي العربي الدرقاوي، الذي طابت به نفسه وتلاشت بصحبته أسقامه حيث لقنه الأوراد، وبين له المراد، ولم يأمره بخرق العادة، ولا كشف رأس ولا لبس مرقعة، وإنما حضه على كثرة ذكر الله، وجمع القلب على الله، وإخلاص العبودية إلى الله، وأذن له في إعطاء الأوراد والتربية
وفاته
توفي سيدي محمد الحراق عام ١2٦١هـ (١٨٤٥م) ودفن بمدينة تطوان بزاويته المشهورة، الزاوية العراقية وهي موجودة إلى الآن، مزارا لمريديه، وكافة الزوار الذين عرفوا قدره، وسمعوا بسيرته الطيبة.
أمحمد إني بجاهك عائذ
أمحمد إني بجاهك عائذ مما عرى جسمي من الضراء
ولقد دعوتك حين جلت كربتي و لم ألف غيرك كاشفا لبلائي
الحال إن عظمت فلا يدعى لها إلا العظيم وأشرف الشفعاء
وحاشا يرى بأسا عبيد قد غدا مستصرخا بك ساكن البطحاء
كلا فمعتقدي و أنت المجتدى ألا أرى هما وأنت جلائي
يا أكرم الرسل الكرام و من بهم جليت كروب الأولين سوائي
ماذا يأول هائل فرجته فعناية تسمو على الجوزاء
ما ضاق جاهك بالعظائم كلها عند المهيمن أكرم الكرماء
سیما جرائم مذهب قد غره جلم الإله وكثرة الآلاء
أنت الملاذ إذا الورى دهمتهم نار الهموم وشدة اللأواء
فبمن حباك بكل فضل نلته وأضا بنورك سائر الأرجاء
وأعز رتبتك الشريفة فوق ما والله تفهم جلة النبلاء
وأفاض جودك في العوالم كلها وأعار فضلك جملة الفضلاء
ومحى يوجهك ظلمة الإشراك واستبقى بسرك قائم الأشياء
عجل إغاثة مذنب قد صار من وضر الجرائم في أشد بلاء
مالي لرفع الضر عني حيلة يا مصطفى إلا إليك ندائي
ولئن رُددت و أنت أفضل شافع ترجی شفاعته فمن لشفائي
حاشا وكلا أن تخيب سائلًا قد حل منك في أعز فناء
والجود شيمتك الكريمة والحيا وجلائل الرحمات للضعفاء
صلى عليك الله يا خير الورى كل الصلاة وآلك النبلاء
ما أضحك الرحمن سنك عندما تُولي الجزيل بكفك المعطاء
ربي به وبآله وصحابه والأنبياء وسائر الصلحاء
وبحق ذاتك سيدي وكمالها وصفاتها العليا وبالأسماء
كف الأذى عني بفضلك عاجلًا واغفر رذائل أسفه السفهاء
أنت الغني عن العبيد جميعهم وأنا لفضلك أفقر الفقراء
ولقد وقفت بباب عفوك راجيا منك الرضى يا أرحم الرحماء
فارحم ولا تردد فإني لم أجد ربا سواك مخلصي من دائي
والحال ضاقت بي ولم أر نافعًا إلا الرجوع لأكرم الكرماء
من تصغر الزلل العظائم عنده إذ هو حقًا أعظم العظماء
ويعامل العاصي وإن زلت به أقدامه في مهوة البلواء
رب غفور لو يؤاخذ خلقه لم يبق ديارا من الأحياء
لكنه غمر الجميع بجوده والحلم يرغم أنفس اللؤماء
أحسن أحوالي
وأحسن أحوالي وثوقي بفضلكم وأني على أبوابكم أتملق
فالله ما أحلى السؤال لفاضل عظيم الندا منه العطاء محقق
فلا عفوه عن زلة متقاصر ولا فضله عن فسحة القصد ضيق
له خلق أن لا يخيب سائلا وجود به كل العوالم يغرق
فوالله ما جود يكون سجية ومن ذي غنى يحلو إليه التصدق
كجود الذي يعطي القليل تكلفا من البخل إلا أنه يتخلق
فلذ بالذي يبغي الملح لفضله ويغضب إن عنه العفات تفرقوا
وعذ بالذي يبغي يستحقر الكون كله عطاء إذا القصاد بالباب حلقوا
وكن ساكنا يا صاح إن كنت كيسا إليه ودع من بالسوى يتعلق
فذو فاقة والله ليس بنافع لذي فاقة إذ فقره به محدق
وداوم على ذكر الغني حقيقة تكن ذا غنى فالطبع للطبع يسرق
ولا تعد عنه في أمورك كلها فمن يعد عنه فهو والله أحمق
لأن ذكره كم أثمرت نخلاته من الخير حتى صار للحجب يمحق
فأضحت به عين العبيد قريرة بقرب له كل الخليقة يعشق
ونال الذي يهوى وما ثم غيره رقيب وباب البين بالفضل مغلق
تقرب حتى صار متحدًا به فأصبح في كل الملامع يشرق
تقدم حتى صار للكل آخرا تأخر حتى صار للكل يسبق
به وله منه المظاهر أفردت فمنه له عنه إذا تتفرق