السنة الثانية رمضان 1443 هـ - إبريل 2022 م


محمد عوض المنقوش
كلمات حول شهر رمضان
محمد عوض المنقوش

بسم الله الرحمن الرحيم

رمضان شهر نتعرف فيه على الله،  رمضان  زمان نشاهد فيه الربانية، في شهر رمضان نمتنع عن مباحات؛  لتترقي   النفس،  هو زمان نتسابق فيه إلى ربانية في الصفات،  يتحلى  فيه العباد بحلية الصمدانية.

رمضان هو باب الله الذي يدخلنا على الله بصفات الله وليس بصفاتنا...  رمضان  تعليم الله لنا العطاء دون حد معين،  رمضان ينادي علينا مرة كل عام ليلفتنا إلى مولانا طوال العام .

شهر المعرفة

نتعرف في هذا الشهر المبارك على الله بأمور عديدة، منها:

1-  الصمدانية، وذلك بالصوم، فيظن الإنسان أنه لم يتحج إلى شهواته، وأنه قد استغنى، فلا يلبس أن تمض عليه دقائق عديدة وإذ به يعلم علم اليقين أنه فقير وأنه محتاج، وأنه الله وحده هو الصمد، وأنه هو القوي، فنعرف ربنا بقوته وعدم احتياجه.

وها هنا لطيفة: أن النفس تتكبر وتغتر، فإذا أتى لها ما يذكرها بحقيقتها، ويعلمها أنها لا حول لها ولا قوة، ارتدعت وتيقنت بفقرها، وهنا أيضا تعرف على الله باسمه الغني، فالله هو الصمد، هو القوي هو الغني، والإنسان، فقير، ضعيف.

فمن خلال صوم شهر  رمضان يزداد الإنسان يقينا وترسخ في قلوبنا قوة الله التي لا تقهر، ونزداد تعلقا باسمه القوي فيلجأ ضعفنا إلى قوته ونستمد حاجتنا من اسمه القوي والغني، فالصائم يُشاهد الله في كل شيء يفتقر إليه، ويصير منزها فلا يطلب إلا منه، وأنه لا فاعل إلا هو ،  وكما قال أهل الله: التنزيه عند أهل الكمال ألا ترى غيره بحال.

وينتج عن هذا معنى آخر،  أحب أن أختم به، أن شهر رمضان نفحة ربانية تُوقظ الإنسان مِن نومٍ عميق، فالعلاقة مع الله والتعرف عليه في كل وقت، ومن عرفَ الله تيقنَ أنَّ عطاءه دائمٌ، وأنه ممدُّ لعباده  على الدَّوام، وإنما جعل هذا يلفت العباد إلى كرمه، وهنا تعرّفٌ على الله باسمه العفو والكريم.

 فالله جلَّ شأنه كريم عفو، وكأن الخطاب الرباني: هل تظنون أني لا أعطي إلا في هذا الشهر فقط؟

 إنما جعلته لكي ألفتكم إلى كرمي، لا لتحددوه، فأنا المعطي على الدوام، وأنتم الفقراء على الدوام، ولتعلموا أن من أطاعني أحببته، وقد جعلت لكم ليلة في هذا الشهر خيرًا من ألف شهر، فمن فاز بها، صارت حياته كلها ليلة قدر، فإياك يا عبدي أن تقيد كرمي،  فلقد أعطيتكم من كل ما سألتموه،  فاللهم عرفنا عليك حتى تغنينا بمعرفتك.