لم يخلق الخلاق جل جلاله كالمصطفى (قصيدة)
د. محمد وسام خضرلم يخلق الخلاق جل جلاله كالمصطفى بالجود هل هلاله
مجلى كمالات الإله قد أُنجلت وجماله وكماله وجلاله
في ذات أحمد خير من وطئ الثرى نور الورى، فوق الندى أحواله
أخلاقه سحب همت، وإذا سقت نفَسا شُفت، وعلى الكمال خصاله
سمت السماء إذ امتطاها المصطفى وعلت على السبع الطباق نعاله
إذ لا يزال على الدوام زقية في كل طارفة يضاعف حاله
إنسان عين الكائنات محمد عجزت أماني المديح تطاله
مدد الهدى، بحر الندى، دحر العدا قمر غدا يمحو الظلام مجاله
قطب الرحى، شمس الضحى، نور محا بضيائه الكفر الشديد ضلاله
باب الرجا، سبب النجا، بدر الدجى نور الحجا، نعم الرجال رجاله
والملتجى لمن ارتجا مهما سجا ليل الدجى والخطب جا كلكأل
من نوره خلق الخليقة مبدءًا وعلى سنام المكرمات فعاله
خلقت حقيقة وآدم لم يزل في الطين منجدلا به تمثاله
ولدى أكتمال النفخ خرت سُجدا ملأ الملائك إذ أضاء جماله
في وجه آدم، ثم لما أن دعا كان الشفيع له ليقبل قاله
لولاه لم يُخلق ولا كون بدا وبصخرة الكونين زان مآله
فلأجله خُلق الوجود جميعه ولذا فنحن ضيوفه وعياله
أكرم بمضياف به نزل الورى قد جل معناه وعز مثاله
نور العيون ومنتهى أمل الورى تاج الرؤوس، جوامع أقواله
يا مصطفى كل الخليقة ترتجي منه الشفاعة، والوجود نواله
ولك الوسيلة والفضيلة، دعوة وحقيقة، والمجد أنت كماله
يا منتهى الغايات هل من نجدة للنيل ينصر إثرها أبطاله
فتظل مصر حمى الأمان بجيشها حصنًا منيعًا أحكمت أقفاله
هم خير أجناد البسيطة مثلما قلتم مقالاً أخرست عذاله
إذ صدقته حوادث الدهر التي ليست تجابى فيه أو تُختاله
ما أسرع الوهاب جُودًا بالذي تهوى، فجد يا من ثناه سؤاله
كلي يقين أن جودك نائلي حاشا عبيدك أن يخيب نواله
والكون أجمعه يَروم رضاءه أقطابه، أوتاده، أبداله
وتحفة الأملاك تغشى روضه تغشاهمو بركاته وطلاله
سبعون ألفًا في النهار، ومثلهم يمسي، صلاتهمو عليه وصاله
فإذا انجلى يوم القيامة زفة سبعون ألفًا هؤلاء رجاله
صلى عليك وسلم الله الذي وفاك وصفًا بالثناء مقاله
وعلى أبيك أبي الفضائل كلها تاج الرؤوس ومن زكت أنساله
وعلى العظيمة خير أم انجبت خير الورى فلها العلا وكماله
والبر أجمعه لها؛ فنصيبها يربو على ما الأمهات تناله
الوالدان السيدان الساجدا ن الماجدان يمينه وشماله
أصل الهدى نبع الندى رمز الفدا فهما من النور المعين زلاله
وكذا الصحابة من نظرت إليهمو فزكوا، وخير الخلائق أصلًا: آلُه
