السنة الثالثة جمادى الآخرة 1445 هـ - يناير 2024 م


د. حسن عباس زكي
الروضة الزكية في بعض الأوصاف والخصائص المحمدية (1)
د. حسن عباس زكي

سلسلة مقالات مقتطفة من كتابه بنفس العنوان

أوصاف وخصائص الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الجسمية

بين الطول والقصر:

كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليس بالطويل ولا بالقصير بل كان رَبْعَة، أى متوسطًا بين الطول والقِصَر، ليس بالطويل البائن المفرط فى الطول، ولا بالقصير المتردد.

كان مربوعًا مائلًا إلى الطول وأنه كان إلى الطول أقرب لم يكن يماشيه أحدٌ من الناس إلا طاله صلى الله عليه وآله وسلم، ولربما اكتنفه الرجلان فيطولهما، فإذا فارقاه نُسِبَ إلى الرَّبْعَة.

وفى خصائص ابن سبع: كان إذا جلس يكون كتفه أعلى من المجالسين، ولعل السر فى ذلك أنه لا يتطاول عليه أحد صورةً، كما لا يتطاول عليه معنًى.

لونه:

كان صلى الله عليه وآله وسلم حسنَ الجسم لونًا ونعومة، فلم يكن بالأبيض الأمهق ( والأمهق شديد البياض الخالي من الحُمرة والنور ) بل كان بياضه نَيِّرًا، مُشربًا بحُمْرَة، أى نقيّ البياض مع حُمرة قليلة، وكانت رقبته كالفضة البيضاء،  كان أزهر اللون، ولم يكن بالآدم ( أى السُّمْرَة الشديدة ).

شعره:

كان شعره صلى الله عليه وآله وسلم وسطًا بين الجُعُودة ( وهى التكسر الشديد ) وبين السُّبُوطَة ( وهى عدم تَثنيته وتكسُّره )

شَیْبه:

تُوفِّي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وليس فى رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء، أما نفي الشيب عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فالمقصود به نفى كثرته لا أصله وحكمة قلة شيبه مع أنه ورد أن الشيب وقار ونور: ومن شاب شيبة فى الإسلام، كانت له نورًا يوم القيامة، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان قوي الجسم سليم البنية كاملًا في كل أوصافه. ولا يسرع الشيب ولا يكثر انتشاره إلا عند ضعاف الأجسام، كما ظل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قائدًا محاربًا إلى أخريات حياته. ومن مميزات القائد ألا يُسرع إليه الشيب حتى لا يطمع فيه أعداؤه.

كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعيد ما بين المِنكَبَين، ومعنى ذلك أنه عريض أعلى الظهر وهو مستلزم لعرض الصدر. كان عظيم الجُمَّة إلى شحمة أذنيه أي كثيفها، والجُمَّة (هى: شعر الرأس الذى يسقط على المنكبين وهى أيضًا الشعر إلى شحمتى الأذن ).

كفَّاه وقدماه وأصابعه:

كان صلى الله عليه وآله وسلم شَثْن الكفين والقدمين، أى غليظ الأصابع والراحة وفى رواية ضخم الكفين والقدمين، ومع ذلك كانت لينة، فالغلظ والضخامة من غير قصر ولا خشونة.

رأسه:

كان ضخم الرأس، عظيم الهامَة، وهو دال على كمال القوى الدماغية، وبكمالها يتميز الإنسان عن غيره.

كَرَادِیسه :

كان صلى الله عليه وآله وسلم ضخم الكراديس: أي رءوس العظام مثل المنكبين، والركبتين والوركين، والكراديس جمع کردوس: وهي كل عظمتين التقيا في مفصل ( ومعنى ذلك أنه كان جسيم الأعضاء -يعني أعضاؤه لا توصف بالصغر ولا الدِّقَة بل توصف بالعَظَمَة- ).

مسرُبَته:

كان طويل المَسرُبَة: المسرُبَة: شعر بين الصدر والسُرَّة،  فكان صلى الله عليه وآله وسلم به شعرات تجرى كالقضيب، ليس على صدره ولا على بطنه غيرها … (يتبع)