السنة الخامسة ربيع الأنور 1447 هـ - سبتمبر 2025 م


د. حسن عباس زكي
الروضة الزكية في بعض الأوصاف والخصائص المحمدية (8)
د. حسن عباس زكي

باب ما جاء في ترجل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:

الترجل والترجيل تسريح الشعر وتنظيفه وتحسينه قال تعالى: ﴿خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ﴾ [الأعراف: 31] لأن الظاهر عنوان الباطن، وأما حديث النهي عن الترجل إلا غبًا، فالمراد به ترك المبالغة في الترفه الناشئ عن هوى النفس.

عن عائشة رضى الله عنها قالت: (كنت أرجل رأس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأنا حائض) .

البيان

أرجل: أسرح وأحسن . في الحديث، دلالة على طهارة بدن الحائض، وأن المباشرة الممنوعة هى الجماع، ومقدماته وأن الحائض لا تدخل المسجد، واستدل بعضهم بهذا الحديث على عدم بطلان الوضوء بلمس المرأة.

عن أنس بن مالك قال : (كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا يكثر دهن رأسه وتسريح لحيته). وعنه أيضًا قال : (كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا أخذ مضجعه من الليل، وضع له سواكه وطهوره ومشطه، فإذا هبه أى أيقظه الله عز وجل من الليل، استاك وتوضأ وامتشط) وعن عائشة قالت: (خمسة لم يكن النبى صلى الله عليه وآله وسلم يدعهن في سفر ولا حضر، المرآة، والمكحلة، والمشط والمدراة، والسواك ويكثر القناع حتى كأن ثوبه ثوب زيات) .

البيان

المدراة : هو عود تدخله المرأة فى رأسها لئلا ينضم بعضه إلى بعض. القناع: هو خرقة تلقى على الرأس تحت العمامة بعد استعمال الدهن وقاية للعمامة من أثر الدهن واتساخها به ويكثر القناع. أى يكثر لبسه حتى كأنه ثوب زيات أى كأن قناع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثوب زيات، وذلك إشارة إلى كثرة الدهن .

حب الرسول للتيامن

عن عائشة رضى الله عنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليحب التيمن في طُهوره إذا تطهر، وفى ترجله إذا ترجل، وفى انتعاله، إذا انتعل).

البيان

كان الرسول الله يحب الابتداء في الأفعال باليد اليمنى والرجل اليمنى والجانب الأيمن، ولعل وجه المحبة له أنه كان يحب الفأل الحسن، وأصحاب اليمين أهل الجنة، يؤتون كتبهم بأيمانهم.

وكان إذا تطهر ابتدأ باليمين وذلك شامل للوضوء والغسل والتيمم مع استثناء تطهير النجاسة الحقيقية على البدن أو غيره فإنه يطهرها بيده اليسرى وكان يبدأ باليمين فى تمشيط شعر رأسه ولحيته، وكذلك إذا لبس النعل فيبدأ بالرجل اليمنى. وفى معناه لبس الثوب والخف ونحوهما

فكان يحب التيمن فى هذه الأشياء وأمثالها، مما هو من باب التكريم كالأخذ والعطاء، ودخول المسجد والبيت وحلق الرأس، وقص الشارب وتقليم الأظافر ونتف الإبط والاكتحال والاضطجاع والأكل والشرب والاستياك بالنسبة إلى الفم واليد جميعًا، بخلاف ما لا شرف فيه كخروج من المسجد، ودخول الخلاء فكل ذلك يكون باليسار.