
الروضة الزكية في بعض الأوصاف والخصائص المحمديّة (5)
د. حسن عباس زكيذكر أعضائه الشريفة في القرآن
من فضائله صلى الله عليه وآله وسلم أن الحق سبحانه وتعالى ذكر أعضاءه عضوًا عضوًا، وذكره بجملته، فذكر وجهه (قد نرى تقلب وجهك فى السماء) وذكر عينيه (ولا تمدن عينيك) ولسانه (فإنما يسرناه بلسانك) ويده وعنقه (ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك) وصدره وظهره (ألم نشرح لك صدرك ووضعنا عنك وزرك الذي أنقض ظهرك) وذكر قلبه (نزل به الروح الأمين على قلبك) ثم ذكر جملته في قوله : (وإنك لعلى خلق عظيم).
وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم واسع الفم عظيمه، أشكَلَ العينين، أي في بياضهما شيء من الحُمرة، منهوس العقب، أى قليل لحم العقب وهو مؤخر القدم.
قال أحد المريدين لشيخه «السماك» ما ضلع الفم؟ قال : عظيم الفم، وقيل: عظيم الأسنان، قال: وما أشكل العين؟ قال طويل شق العين.
قال القاضي عياض : هذا وهم من «السماك» والصواب ما اتفق عليه العلماء : من أن الشكلة فى العين حمرة فى بياض العين، وهو محمود عند العرب جدا وقال على كرم الله وجهه : عظيم العينين أهدب الأشـفـار مـشـرب العين بحمرة .
من خصائص الرسول
وروى البخاري رضي الله أنه هل كان يرى بالليل في الظلمة كما يُرى بالنهار في الضوء.
وروى الشيخان: (ما يخفى علي ركوعكم وسجودكم، إني لأراكم من وراء ظهری)
وعلق بعضهم قائلا : ولعل هذا مختص بحالة الصلاة فلا ينافي ما ورد من أنه قال : «إني لأعلم مَنْ وراء الجدار»، ويجوز أن يكون على إطلاقه ولا يختص بحالة الصلاة، ويؤول الحديث الأخير بأن المراد من غير أن يعلمني الله.
عن الحسن بن على رضى الله عنهما :( قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة أضحيان، وعليه حلة حمراء فجعلت أنظر إليه، وإلى القمر ، فلهو عندى أحسن من القمر).
البيان
رأيت رسول الله له فى ليلة مقمرة وفى بعض الروايات أنها ليلة ثمان من الشهر، وعليه حلة حمراء فشرعت أنظر إلى وجهه صلي الله عليه وآله وسلم وإلى القمر تارة، فوالله لوجهه عليه السلام عندي وفى اعتقادى أحسن من القمر.
وهو والله كذلك عند كل مسلم رآه بنور النبوة خلافًا لعمى الأبصار - قـال تعالى :( وتراهم ينظرون إليك وهم لا يبصرون)، وكان نور النبي صلى الله عليه وآله وسلم أحسن من نور القمر، لأن نوره ظاهر في الآفاق والأنفس مع زيادة الكمالات الصورية والمعنوية بل فى الحقيقة، كل نور خلق من نوره، فنور وجهه صلى الله عليه وسلم ذاتى لا ينفك عنه ساعة من ليل أو نهار ونور القمر مستعار ينقص تارة، ويخسف أخرى. وما أحسن ما قاله بعضهم. إنه صلى الله عليه وآله وسلم يشبه القمر في النور والعلو ولكن ليس للقمر النطق والحور.