السنة الرابعة ذو الحجة 1445 هـ - يونية 2024 م


خالد محمد غز
الروحانية في زمن التكنولوجيا (4)
خالد محمد غز

التغيرات الكونية في الكهرومغناطيسية

تمهيد

 بينا فيما سبق التغيرات التي حدثت في الحالة العامة للبيئة الكونية والانحرافات الحادة التي وقعت وفي تلك المقالة سوف نبين أهمية المجالات المغناطيسية وكيف تزامنت التغيرات الحادة التي لحقت بها مع ما طرأ من تعديلات أدخلها سادتنا من كبار المرشدين الروحيين من الصوفية في برامج الذكر.

التسارع في حركة المجال المغناطيسي للأرض خلال القرن العشرين

ونذكر هنا ما حدث من تسارع لحركة المجال المغناطيسي الأرضي مطلع القرن العشرين إذ كان يحدث له إزاحة  في حدود 16 كيلومترًا / عام ، لكنها صارت تبلغ 64 كيلومترًا / عام عبر الأعوام الأخيرة، فالقطب المغناطيسي الشمالي تحرك ما بين عامي 2001 و2004 من الإحداثي (81.3 درجة شمالاً و 110.8غرباً) إلى الإحداثي ( 82.3 درجة شمالاً و 113.4 درجة غرباً)، أما القطب الجنوبي فقد تحرك ما بين عامي 1998 و 2004 من الإحداثي (64.6 جنوباً و 138.5 درجة شرقاً) إلى الإحداثي (63.5 جنوباً و138.0 درجة شرقاً) .

   وإذا استمر هذا التسارع بالمُعَدَّل المخيف هذا فستكون العواقب وخيمة وأخطر مما سبق ويصبح من الصعب تحديد موعد الانقلاب المغناطيسي.

ويُلاحَظ من هذا الانحراف أن حركة القطب المغناطيسي الشمالي تتجه نحو الجنوب باتجاه سيبيريا، ومع حركته هذه يعاني انخفاضاً في شدته بحدود 15% مما ترتب معه تغيرات في مناخ الأرض وزيادة في العواصف الشمسية التي يمكن أن تؤدي إلى حدوث ثقوب في طبقة الأوزون تسمح بنفوذ الإشعاعات المضرة العالية السرعة (300000 كم / ث) والقادمة من الشمس (الرياح الشمسية) وهي في الغالب إلكترونات وبروتونات مشحونة ذات طاقة عالية تشكل قوة مدمرة، وهذا معناه دخول جرعات زائدة تسبب مشكلات للأقمار الصناعية والمركبات الفضائية وحتى تلسكوب هابل العملاق.

فائدة المجال المغناطيسي

وظهر هنا فائدة المجال المغناطيسي الذي يزيح تلك الإشعاعات بعيداً عن الأرض، كما يوجه بعضها الآخر نحو القطبين الجغرافيين بعيداً عن الأماكن المأهولة وهذا يسبب ظهور أضواء قطبية (الأورورا) والشفق القطبي وظاهرة حزام "فان آلن"[1] ،إذ يزيحها بحوالي (10 - 20) درجة عن القطب المغناطيسي للأرض مما يعمل على تقليل فرصة الإصابة بالأمراض السرطانية التي تسببها هذه الإشعاعات.

حزام فان آلن الإشعاعي

 وبالمناسبة فإن المريخ والزهرة وعطارد لا تمتلك مجالات مغناطيسية كما هو الحال في الأرض أي أنها غير محمية من الأخطار الإشعاعية القادمة من الشمس (الرياح الشمسية) التي تعمل على رفع درجة حرارة كلٍّ منهما إلى عدة مئات من الدرجات المئوية مما سبب تفكك الماء إلى عنصريه.

المجال المغناطيسي للأرض حماية لها من الإشعاعات الكونية

فلقد سبق وكان للمريخ مجالٌ مغناطيسيٌّ كما هو الآن للأرض وقد فقد هذا الكوكب 99% من غلافه الجوي وبحاره ومحيطاته منذ مليارات السنين بسبب التغيرات المغناطيسية، هذا ما يؤكده الباحث الرئيس لمهمة (ناسا)[2] فيما يخص المريخ.

ضعف المجال المغناطيسي للأرض وخطورته على الكائنات

الخبير البريطاني (تومسون) يؤكد أن ما يحصل للأرض الآن هو ضعف في مجالها المغناطيسي بدأ منذ 160 عامًا مضت وإن الأرض صحيح تتجه نحو تغير خطير في القطبية المغناطيسية وهذا التحول لن يبلغ خطره القاتل قبل 10000 عام من الآن.

ولا بد من الإشارة الى أن المجال المغناطيسي الأرضي حالياً يساعد الطيور المهاجرة على تنظيم وتحديد اتجاه حركتها للاهتداء إلى هدفها في أثناء هجرتها في المواسم المختلفة ، إذ تستطيع الإحساس به وتراه بطريقة غير تقليدية ويشاركها في هذا الإحساس حيوانات أخرى مثل النمل وبعض الحشرات وبعض والسلاحف والثدييات مثل الكلاب وغير ذلك.

وحتى الآن لايوجد توصيف علمي دقيق لكل ما سيرافق تِلْكُم الأحداث لعدم حصول مثلها في عصرنا الحديث بعدما تَوصَّل إليه الإنسان من تكنولوجيا ورُقِيّ، وهذا لا يمنع المتخصصين بالهندسة الكهربائية والاتصالات من القول أن ضَعْفَ المجال المغناطيسي الأرضي ثم انقلابه سيعيث في الأرض دماراً، إذ سيعمل على رفع درجة حرارتها وما ينتج عن ذلك من مآسٍ، بل سيدمر التكنولوجيا ويرجعنا إلى الوراء لفترة قد تطول وأن ذلك سيسبب حرق المحولات الكهربائية ويؤثر على شبكات الكهرباء وأنظمة الاتصالات وأموراً أخرى لا يمكن تصورها أو حصرها.

ضعف المجال المغناطيسي للأرض وخطورته على الإنسان

 أما فيما يخص آثار ذلك على البشر في حالة زيادة التدهور في المجال المغناطيسي للأرض، فسوف تؤدي إلى تحطيم الخلايا داخل الجسم البشري ويسبقه شعور بالألم وخشونة والتهاب المفاصل والصداع والإرهاق ونقص في الكالسيوم يصل إلى (80%)، بالإضافة إلى حدوث تقلصات عضلية وتدهور في الصحة العامة كما يؤدي إلى التأثير على الحمض النووي (DNA) داخل الجسم البشري ناهيك عما سيفعله في بقية الكائنات الحية الأخرى.

 وسيظل المجال المغناطيسي منقلباً لفترة قد تصل إلى (6000) عام بعد أن تزول الحياة من على الأرض ويحصل للأرض ماحصل للمريخ من زمن بعيد ولكن ليطمئن الجميع؛ إن هذه الأحداث ليست وشيكة الوقوع بل تتطلب زمناً نكون فيه قد استغنينا عن استعمال مثل هذه الأجهزة وغيرها ويتم استبدالها بتقنيات متقدمة ويكون الإنسان قد استعد لكل طارئ بما يجعله في مأمن مما قد يهدده من أحداث كونية مدمرة.

  الآثار المترتبة على تغير موقع محور الأرض المغناطيسي

ورد في أحد الأبحاث[3] الخاصة بالمجال المغناطيسي للأرض ما نصه "إن من الآثار المترتبة على تغير موقع محور الأرض المغناطيسي -والتي أكدتها الدراسات- هو سحب الأنطقة المناخية باتجاه الموقع الجديد للمحور فضلاً عن السماح بدخول الأشعة فوق البنفسجية والأشعة الكونية الأخرى المرافقة للإشعاع الشمسي إلى جو الأرض مؤدياً إلى حدوث اضطرابات مناخية وخللٍ في توزيع النطاقات الحرارية الاعتيادية على سطح الأرض فضلاً عن الآثار السلبية الأخرى كتشتت أنظمة الأمواج الراديوية والاتصالات اللاسلكية في طبقتي (الستراتوسفير و الأيونوسفير) ".

وأتساءل هنا، إذا كان لهذه التغيرات في الكهرومغناطيسية التي تؤثر على كوكبنا ما قد يؤدي إلى حدوث خلل في كافة الأنظمة التي تعمل من خلال الموجات الكهرومغناطيسية ، ألا يكون لهذه التغيرات أيضاً ما يؤثر بالسلب على الإنسان ذاته بداية من خلايا جسده إلى مخه عبوراً بجهازه العصبي والتي تعمل جميعها وكما سنبين لاحقاً من خلال الإشارات التي لها طبيعة كهرومغناطيسية؟

 والخلاصة:  أنه قد وقع العديد من التغيرات البيئية والتي كان أشدها وطأة ما رصدنا بعضه من الزيادة الرهيبة في نسب التعرض للإشعاعات الكهرومغناطيسية وما تبع ذلك من كثافة وثقل على الإنسان وعلى وعيه وإدراكه وبالتالي روحانيته بسبب ذلك.

تزامن الهزات المغناطيسية مع قيام مشايخ الطرق بزيادة أعداد الذكر

وفي ختام هذا الباب، أود أن أسجل شيئاً مهماً سيفتح لنا آفاقاً كبيرة في فهم واستيعاب الوضع الحالي والذي نشكو منه جميعاً بشأن تدني الحالة الروحية، أرجو أن ندركها ونتناولها بعين الاعتبار.

أعداد الذكر وعلاقتها بالتغيرات في الكهرومغناطيسية

فكما هو واضح من خلال الرسم البياني السابق عرضه والمتعلق برصد الهزات المغناطيسية يتضح لنا أن الهزات كانت بدايتها عام 1929 وهي تقريباً ذات الحقبة التي أشار إليها شيخنا والتي تؤكد أنه قد حدث خلالها تغير كوني ما قد يكون هو ما تسبب في التأثير السلبي على روحانية الإنسان وقد يكون هو عينه ما دفع السادة مشايخ التربية الصوفية إلى زيادة عدد الذكر ليصبح 100 ألف مرة بعد أن كان 70 ألف مرة فقط، وهذا يؤكد فرضية أن للأحداث الكونية بالفعل أثراً روحانياً على الإنسان بسبب وطأته وثقله عليه.

الحاجة إلى زيادة عدد الذكر بالأسماء مرة أخرى

 فإذا ما تيقنا من صحة تلك الفرضية فإنه ووَفقاً لما تم رصده من تغيرات كونية حادة في المغناطيسية وبالنظر إلى الكثافة التي طرأت جراء الأنظمة الكهربية واللاسلكية ووطأة الانبعاثات الأخرى من المعدات والأجهزة وخلاف ذلك والذي ظهر بعد الفترة التي زاد فيها مشايخ التربية لأعداد الذكر بالأسماء، يضاف إليه ما وقع من انحرافات في مغناطيسية الشمس وأيضاً نشوء ضعف في المجال المغناطيسي للأرض مما أدى إلى زيادة الإشعاعات الضارة الساقطة على الأرض حيث إن المجال المغناطيسي للأرض يمثل درع الحماية لها من تلك الإشعاعات.

  وفي الختام أود أن أوضح ومن واقع ما تقدم ذكره بالمقالة ما يبين لنا مدى الحاجة إلى زيادة أعداد الذكر مرة أخرى لمواجهة الثقل وأيضاً الكثافة الزائدة التي طرأت على الإنسان في الكهرومغناطيسية الكونية  بعد الحقبة التي تم زيادة أعداد الذكر فيها بتوجيه من مشايخ التربية وفق الافتراضية التي أشرت إليها في المقالات السابقة ، والتي زادت بأضعاف كثيرة بسبب ما نتج عن أنشطة الإنسان المختلفة والمتعددة ، وهو ما سنبينه بمشيئة الله تعالى في المقالات القادمة .... يتبع


[1] حزام فان آلن الشعاعي: هو طَارةٌ طَاقيةٌ من جسيمات المشحونة (بلازما) حول الأرض والذي يثبت في موقعه بسبب قوة الحقل المغناطيسي الأرضي ، ولا يتوزع هذا الحزام بشكل متناظر حول الأرض، ففي اتجاه الشمس ينضغط بسبب تأثير الرياح الشمسية، بينما في الطرف المقابل يتمدد إلى ثلاث أضعاف قطر الأرض.  وهذا يُنشيء فجوة تدعى فجوة شامبان فيرارو ، ينقسم الحزام إلى قسمين القسم الأول هو القسم الخارجي حيث تتواجد فيه إلكترونات مشحونة نشطة والجزء الداخلي يحتوي على الإلكترونات والبروتونات كما يحتوي الحزام على أنواع أخرى من النكلونات مثل جسيمات ألفا ، يرتبط حزام فان آلن بظاهرة الشفق القطبي بحيث تضرب الجسيمات المشحونة الجزء العلوي من الغلاف الجوي ويحتوي الحزام على المادة المضادة حيث يدرس العلماء إمكانية الحصول عليها بواسطة مجارف مغناطيسية.

 [2]  الإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء وتختصر ناسا NASA هي وكالة تابعة لحكومة الولايات المتحدة الأمريكية، وهي المسؤولة عن البرنامج الفضائي للولايات المتحدة.

[3]   بحث بعنوان (الانقلاب القطبي المغناطيسي للشمس والأرض وأثره على الطقس والمناخ).