السنة الخامسة ذو الحجة 1446 هـ - يونية 2025 م


خالد محمد غز
الروحانية في زمن التكنولوجيا (8)
خالد محمد غز

السنة والعلم ومبدأ تأثر الروحانية بحالة البدن

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله على حضرته وآله وسلم.

بينا في المقال السابق طبيعة الموجات الكهرومغناطيسية وكيف أن خلايا بدن الإنسان بل ومشاعره وعواطفه لها تعلق بتلك الموجات وأن تلك الموجات تنبعث من جسد الإنسان وبالتالي فهي تؤثر على تلك الخلايا وهذه العواطف، وللتأكيد على ذلك فسوف نذكر بعض الأدلة والبراهين التي تؤكد لنا فرضية تأثر الصفاء الروحي والنفسي بحالة البدن الصحية.

ونتوقف هنا عند أحد الأحاديث النبوية الشريفة الذي يوضح لنا وجود تلك العلاقة ويعطي لنا إشارة إلى أن ما قد يتعرض له الجسد المادي للإنسان من أذى قد يؤثر على روحانيته.

فعَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " نَهَى عَنِ الْكَيِّ "[1]، قَالَ عِمْرَانُ : فَاكْتَوَيْنَا، فَمَا أَفْلَحْنَا، وَلا أَنْجَحْنَا. وكان فِي مرضه تسلم عَلَيْهِ الملائكة، فاكتوى ففقد التسليم، ثُمَّ عادت إِلَيْه، وكان بِهِ استسقاء، فطال بِهِ سنين كثيرة، وهو صابر عَلَيْهِ، وشق بطنه وأخذ مِنْهُ شحم، وثقب لَهُ سرير فبقي عَلَيْهِ ثلاثين سنة، ودخل عَلَيْهِ رَجُل، فَقَالَ: يا أبا نجيد، والله إنه ليمنعني من عيادتك ما أرى بك! فَقَالَ: يا ابن أخي، لا تجلس، فوالله إن أحب ذَلِكَ إليَّ أحبه إِلَى اللَّه عَزَّ وَجَلَّ بالبصرة سنة اثنتين وخمسين، وكان أبيض الرأس واللحية، وبقي له عقب بالبصرة.

 نلاحظ من سياق الحديث أن الصحابي الجليل قام بإجراء شكل من أشكال العلاج المادي وهو الكي فأظهر ذلك انفعالاً سلبياً ما على روحانيته ولكن ظهر نتيجة لذلك العلاج الذي كان تم إجراؤه على البدن وليس على الروح، وقد تمثل ذلك الأثر في انقطاع الملائكة عن التسليم على الصحابي عمران بن حصين، ولا أجزم بأن ذلك الأثر كان لامتناع الملائكة عن الحضور للصحابي من الأساس، أم كان بسبب حدوث اختلال ذاتي بالوعي وتشوش بالصفاء الروحي لدى الصحابي الجليل أدى إلى عدم شعوره بوجود الملائكة أو سماع أصواتهم مع وجودهم، وإن كنا نرجح الاحتمال الثاني الذي نؤكد فيه على ارتباط سلامة البدن بالصفاء الروحي.

  وسنحاول الآن بحول الله وقوته أن نثبت وجود تلك العلاقة من الناحية العلمية ثم نتعرف على كنهها وطبيعتها ونثبت أن التغييرات التي حدثت في الكون وخاصة في عصرنا الحديث وما نتج عن ملوثات التكنولوجيا والتقنيات والوسائل والمعدات الحديثة من ملوثات وإشعاعات خاصةً الكهرومغناطيسية والشذوذات المغناطيسية لها من التأثيرات على الحالة الروحية للإنسان الأثر الكبير، ونبدأ أولاً بعرض بعض المفاهيم.

العلم الحديث يقول إن الروح طاقة ذات ذبذبات وترددات:

 يقول كونتزين بيريرا (دكتور في الفلسفة)[2] في بحثه الذي نشر عام 2015 تحت مسمى "الإشعاع الكهرومغناطيسي، الخلية الحية والروح" وهو يشرح معنى الروح، حيث يقر بأن الروح ليس لها تعريف علمي فهي تنتمي إلى الأمور الدينية، إلا أنه يفترض بأنها طاقة غير محددة أو منظمة وأنها بلا كتلة وأنها تتكون من موجات كهرومغناطيسية تتغلغل داخل هيكل الخلية الحيوية وأن هذه الموجات تتفاعل باستمرار وتنتشر داخل الخلية من خلال ما يطلق عليه "مسار الروح للخلية" أو Cell-Soul Pathway والذي يتم من خلاله بث تلك الطاقة لنشر الوعي داخل الخلية.

  ثم يوضح أن هذا المسار يتوقف عند الموت وينتج عن ذلك تحرر الطاقة الكهرومغناطيسية الضعيفة جداً وأنه من خلال فرضية مسار الطاقة هذه يمكن التوفيق بين الدين والروحانية[3].

 ثم يضيف ويقول: "مسار الروح الخلوية" هذا ما هو إلا فرضية ستثبت صحة هذا الارتباط وأنه لا يجب ربطه بمصطلح "الروح" الوارد بالدين فالروح كيان ذاتي أبدي غير قابل للفناء، ويتجاوز نطاق العلم ولكنه مرتبط بالله تعالى.

الأنفاق الكمومية تظهر كيف يمكن للجسيمات أن تتخطى سرعة الضوء

ثم يحاول أن يدلل على فكرة مسار روح الخلية الكهرومغناطيسي بقوله:

 "إن أقدم قوتين معلومتين من قوى الطاقة الموجودة في الطبيعة هما (القوة الكهرومغناطيسية) و(قوة الجاذبية)، وأنه لكي ندرس شيئاً ما هو جزء من الكون فيجب أن نلتفت إلى الرابط بين هذا الشيء مع تلك القوى ، فالطاقة هي أصل الكون الذي نشأ من العدم ، وبالتالي يكون مبدأ العمل هنا أن نلاحظ التغييرات التي يوثر بها الكون على هذا الجزء".

 وسنحاول الآن أن نبين بعض المفاهيم التي تساعدنا على إدراك حقيقة العلاقة بين الروح والجسد.

النور (الطاقة) هو أصل الحياة:

 الحياة تعتمد في الأساس على الضوء أو النور أو بمعنى آخر الطاقة وهذا يظهر جلياً في النبات وهو كائن حي تقوم حياته على عملية تسمى البناء الضوئي والتي من خلالها يتلقى النبات الضوء أو النور ويحوله إلى غذاء وهو ما يسمى (التمثيل الغذائي ).

البناء الضوئي في النبات

  ومن المعلوم أن النبات هو أصل حياة الكائنات الحية حيث يتغذى عليه الحيوان والإنسان عبر ما يسمى "السلسلة الغذائية"، وهذا يعني أن الضوء هو أصل حياة الإنسان، فضلاً عن أن للضوء تأثيرات أخرى مباشرة على الإنسان خلال العملية الأيضية وعلى طبيعة عمل هرمونات ونشاط الغدد داخل جسمه.

النظرية الكمومية تفسر لنا علاقة الروح والوعي والإدراك بالطاقة:

  يمكن أن نفهم طبيعة الروح داخل الخلية وآلية (نشر الوعي والإدراك) داخلها من خلال مبادئ نظرية الكمومية الحديثة والتي تنبني على أن الطاقة هي أساس كل شيء وذلك حسب ذات البحث بالقول: "إن الأمر يسير وفق الفوتونات، والفوتونات عبارة عن أشياء كمية ثابتة بدون كتلة تُظهر خصائص مزدوجة "موجية وجسيمية" وبأن الأوامر والوظائف داخل الخلية تتم وفقاً لمفهوم "النفق الكمومي"[4] الذي هو أحد مفاهيم النظرية الكمومية حيث تنتقل الفوتونات عبر أجزاء الخلية ويتم نقل الإشارات داخلها عن طريق حركة وتفاعلات الفوتونات داخل الخلية وهو ما يفترض حدوثه عبر ما يسمى بـ "مسار الروح الخلوي" الذي يدعمه مفهوم النفق الكمومي وبالتالي يساعد على سريان النفس بما تحمله من وعي وإدراك داخل الخلية وأنه حين تموت الخلية يتوقف ذلك المسار وتتحرر تلك الروح على شكل انبعاثات طاقية ضئيلة في المحيط الخارجي".

 شكل يبين تركيب الخلية الحية للإنسان

  وهذا المسار هو أسرع من أي عملية كيميائية حيوية كهروكيميائية تتم في الخلية، وبالتالي يمكن من خلال نظرية المسار هذه  إثبات فكرة أن الروح يمكنها تشكيل الوعي ونشره في كل خلية حيوية، فبينما تنمو هذه الخلايا وتتكاثر ينمو الوعي أيضًا وهذه الفكرة قد توفق بين مفهوم الدين والعلم حول تعريف الروح.

الوعي والإدراك داخل الخلية وعلاقته بالكهرومغناطيسية:

 ثم يشير البحث ذاته إلى فرضية أشار إليها بعض العلماء تقول بإمكانية انتقال الوعي أو الإدراك من خلال هذه الآلية عبر الطاقة المغناطيسية وعبر قوى أخرى مثل الطاقة الديناميكية أو الكهربائية الموجودة في المدارات الإلكترونية للذرة والتي يفترض فيها أنها تحمل الطاقة الروحية أيضاً بما أسماه "الطاقة الحساسة" وهي الطاقة التي من خلالها ينمو الوعي ثم ينتقل من الجماد والحيوان والنبات إلى الإنسان لأن هذا الوعي يخزن في حركة جسيمات الذرة ومدارها وبذلك يدلل على كون  الروح عبارة عن طاقة تنشر الوعي والإدراك داخل كل خلية على عكس ما ينتقده هو من منحى النظريات الفلسفية والعلمية التي تربط الروح بالجسد والدماغ فقط في الكائنات عديدة الخلية، و يدلل على ذلك ويقول "إن وجود الروح كشكل من أشكال الطاقة في الكائنات وحيدة الخلية يؤكد على فرضية وجود الروح أو الوعي في كل خلية من خلايا الكائنات سواء في الإنسان أو الحيوان أو النبات أو الجماد". 

 ثم يشير إلى أن القوة الكهرومغناطيسية الموجودة في الخلية البيولوجية تتكون من أطياف كهرومغناطيسية تتميز بثلاث خواص فيزيائية وهي (التردد وطول الموجة وطاقة الفوتون) وأنه بناءً على الطول الموجي يتم تصنيف الإشعاع الكهرومغناطيسي إلى (موجات راديو وموجات ميكرو وأشعة تحت الحمراء وضوء مرئي وضوء فوق البنفسجي وأشعة سينية وأشعة جاما).

 وأنه عندما يتفاعل الإشعاع الكهرومغناطيسي مع الذرات والجزيئات الجسدية فإن السلوك التفاعلي هذا سوف يعتمد على كمية الطاقة الموجودة لكل فوتون، حيث ستؤثر هذه الطاقة على الذرات والجزيئات.

 ولأن الإشعاع الكهرومغناطيسي يتصرف كموجة وكجسيم في ذات الوقت فيما يعرف باسم ثنائية الجسيمات الموجية أو الظاهرة الكهروضوئية فإنه بناءً على ذلك نجد أن طريقة الحياة الضوئية في الأنظمة الحية هي حبس طاقة الإشعاع الكهرومغناطيسي ومن ثَمَّ تحويلها إلى طاقة كيميائية واستخدامها في الحفاظ على الخلية ونموها، كما أن تأثير الإشعاع الكهرومغناطيسي يعتمد على الأنظمة البيولوجية وعلى قوة الإشعاع وتردده وأن هذه الخصائص تؤدي دورًا مهمًا في نقل الطاقة داخل الخلايا.

ضرر الإشعاعات الكهرومغناطيسية على مكونات الخلية:

كما يمكن أن تسبب تلك الإشعاعات ذات التردد العالي مثل الأشعة السينية وأشعة جاما ضرراً جزيئياً لا رجعة فيه ويؤدي إلى أضرار بالغة للأنظمة البيولوجية، ومن ناحية أخرى تقوم الأشعة تحت الحمراء والضوء المرئي بدعم حياة الخلية الحيوية ويُسهم في الوظائف الحيوية المختلفة التي تتم داخل الخلية، وأفضل مثال على ذلك هو التمثيل الضوئي حيث تسهم الجزيئات الضوئية في إنتاج الأدينوزين ثلاثي الفوسفات (ATP) داخل الخلية.

ولا يخفى علينا أهمية دور الطاقة الدائمة المتولدة من الشمس وهي طاقة كهرومغناطيسية طبيعية ووفقاً لما افترضه ماكس بلانك في نظريته التي تصف كيف تمتص المادة الفوتون وتعيد إطلاقه، وأنه عادة ما تكون هذه الانبعاثات عبارة عن تبادلات عشوائية للطاقة بين الجسيمات وZPF (zero point field) وتسهم في النقل الفوري للمعلومات والأوامر عبر الزمكان وهذه الفوتونات تتفاعل فيما بعد بين جزئيات الخلية عبر هذه الآلية.

استغلال الطاقة المغناطيسية في العلاج:

وللعلم فإن هذه الآلية يتم استغلالها في تقنيات طبية عديدة للعلاج، فمن المعروف أن الضوء الأحمر القريب من الأشعة تحت الحمراء ينتج تحولًا كبيرًا في عمليات الأكسدة الخلوية التي تتم بالخلايا، مما يؤدي إلى زيادة الأكسدة وزيادة ضخ البروتون في الميتوكوندريا لإنتاج مزيد من ATP[5] (أدينوسين ثلاثي الفوسفات).

ووفقاً للعديد من التجارب التي أجريت على الخلايا الحية والتي تم خلالها تسليط أشعة كهرومغناطيسية بترددات مختلفة أمكن استغلال الخلايا الحية كمرشحات أو فلاتر لامتصاص الموجات، حيث تقوم الخلايا الممتصة بامتصاص أطياف معينة من الأشعة (الحقول الكهربية الساكنة والمنخفضة المدى)، ليتم تصفيتها بعد ذلك عبر امتصاصها من خلال الأيونات الموجودة في سايتوبلازم الخلية وهذا يسمح بالحد الأدنى من الطاقة الكهربية من الاختراق والدخول للخلية وهذا يثبت لنا أنه يمكن لترددات القوى الكهرومغناطيسية المختلفة أن تقوم بعمل تحفيز للأنشطة الحيوية داخل الخلية.

لوك الخلية والبيوفوتون وآلية الموصلات الفائقة التوصيل[6]:

 وعبر التجارب العديدة التي أجريت ثبت أن سلوك الخلية وهو السلوك المتماسك للبيوفوتونات [7]coherent behaviour of biophotons الذي تم رصده في الخلايا الحية يشبه السلوك المتماسك الموجود في الموصلات الفائقة وأن الاختلاف الوحيد هو أنه في الموصلات الفائقة لوحظ أن هذا السلوك يتم بمساعدة تكثيف (بوز-آينشتاين) في درجات حرارة قريبة من نقطة الصفر المطلقة بينما يحدث التماسك في النظم البيولوجية في درجة حرارة الغرفة.

جميع الأوامر والوظائف بالجسم تتم عبر إشارات من الطاقة:

  تبين كذلك من التجارب أن معظم الاتصالات داخل الخلية نفسها أو بين الخلايا وبعضها تحدث عن طريق الإشارات الكيميائية أو الكهربائية وقد تم عرض أول اتصال خلوي معروف بواسطة "ألكسندر غورويتش" حيث أظهر زيادة في الانقسام الفسيلي، في مجموعة من خلايا جذور البصل المعزولة كيميائيًا الموجودة في منطقة من الخلايا المنقسمة بنشاط ، وأطلق عليها اسم "الإشعاع الأنشطاري" وقد تبين أن طبيعته في الخلايا كانت كهرومغناطيسية، وقد تم رصد الإشعاع الكهرومغناطيسي لأول مرة في الطيف المرئي، حيث تم الكشف عن "انبعاث" الضوء من العمليات الكيميائية الحيوية لخلايا الخميرة باستخدام لوحات التصوير الفوتوغرافي.

ظاهرة انبعاث الفوتونات أثناء موت الخلية:

 هذا وقد لوحظ أن الخلايا البيولوجية تُظهر كثافة زائدة في إخراج وتحرير هذه الانبعاثات الفوتونية عندما تخضع لتغيرات فسيولوجية تحت الضغط الكيميائي أو الفيزيائي أو ما يطلق عليه "وميض الموت" “flash of death” حين تتلف الخلايا بشكل لا يمكن إصلاحه، فوجد أنه قبل الوفاة تحدث زيادة كبيرة في انبعاث الفوتونات شديدة الضعف بما يعني أنها قد فقدت قدرتها على تخزين طاقة الضوء بعد ذلك.

مثال آخر على خروج الفوتونات أثناء الموت:

 حدث مماثل لذلك - على الرغم من حدوثه بشكل أبطأ بكثير في الخلايا خلال عمليات الشيخوخة - حيث تلاحظ أنه في حالات وجود الخلايا السرطانية بالجسم تتراكم السموم الموجودة بالخلية مع الوقت مما يؤدي إلى تكون رواسب من الحطام الخلوي في الأنسجة (شبيه بتصلب الشرايين في الأوعية الدموية) ويكون ذلك مصحوباً بزيادة في انبعاث الفوتونات الحيوية الذي تصاحب هذه العملية.

جميع النظم داخل الخلية تتم عبر إشارات:

وللعلم فإن الخلية تؤدي وظائف عديدة معقدة ومتزامنة من أجل الحفاظ على وظائفها البيولوجية اللاإرادية المعتادة وتتطلب هذه المسؤوليات إدخال المعلومات عبر سلسلة التفاعلات الكيميائية ويتم أثناء ذلك معالجة المعلومات التي تنتقل على هيئة إشارات وتعليمات لإعادة التنظيم.

جميع الأوامر بين الخلايا تتم عبر إشارات كهرومغناطيسية

 ويتم تنفيذ هذه المهام بواسطة آلة أصغر أو كيانات تسمى العضيات التي تعمل عن طريق آليات إدخال وإخراج الطاقة، وذلك باستخدام الجزيء الكبير ATP وتمتثل الخلايا لقوانين الفيزيا، مثل القانون الأول للديناميكا الحرارية، وبالتالي يمكن اعتبارها كآلة ديناميكية حرارية ولكنها تعمل في الوقت نفسه محليًا ضد القانون الثاني للديناميكا الحرارية، أي إنها تُنشئ المعلومات وتحافظ عليها عن طريق إنفاق الطاقة المنتجة من المغذيات في شكل جزيئات (ATPوGuanosine Triphosphate (GTP، لذلك من الممكن أن نقول: إنه يمكن النظر إلى الخلايا الحية على أنها مصانع صغيرة مزودة بآلات نانوية تؤدي مهام فردية أو على أنها أجهزة كمبيوتر بيولوجية ذات رقائق نانوية عبارة عن بروتينات وببتيدات مختلفة بالإضافة إلى DNA.

المسار الروحي للخلية:

وقد أثبتت الدراسات والنتائج العلمية ما يطلق عليه المسار التكميلي والذي يسمى مصطلحاً (مسار الخلية الروحي)، وهو واحد من العديد من الوظائف والمسارات التي تتم داخل المجال الكبير للخلية البيولوجية وهو مسار علمي افتراضي يساعد على انتشار الروح في الخلية ويقدم الدعم للخلية البيولوجية لأداء وظائفها، وبأنه ينتشر في شكل مجموعات لا حصر لها من الفوتونات ذات الترددات والأطوال الموجية المختلفة داخل الشبكة الهيكلية الخلوية، وأن مصدر هذه الفوتونات هو الإشعاع الكهرومغناطيسي الذي يسود الكون، ويعتمد تكوين الروح بشكل كلي على تنظيم المادة التي تتكون منها الخلية ومكوناتها وأنظمة الكيمياء الحيوية وعند انفصالها أو إطلاقها تفقد الروح هويتها وتندمج مع الإشعاع الكهرومغناطيسي في الكون، وهي دورة لا إرادية لا يمكن تغييرها، ومسار روح الخلية هذا هو عملية فائقة السرعة تعمل بشكل متزامن مع جميع العمليات البيوكيميائية الأخرى في الخلية وتتفاعل باستمرار وتدعم هذه العمليات لتوفير الحياة.

وإلى حلقة جديدة إن شاء الله تعالى ...


[1]  أخرجه الطبراني في المعجم الكبير.

[2] Electromagnetic Radiation, a Living Cell and the Soul: A Collated Hypothesis / BY .Contzen Pereira

[3]  سوف نرجع إلى هذه المقولة عند الحديث عن الروحانية الحديثة لاحقاً.

[4]  النفق الكمومي أو النفق الكمي ميكانيكا الكم أو النفق الكمومي في الفيزياء ( Quantum tunneling)‏:

 هي ظاهرة تخلل جسيم أولي لحاجز جهدي طبقًا لميكانيكا الكم، في حين أن الميكانيكا التقليدية لا تسمح له بالنفاذ حيث إن طاقته أقل من طاقة الوضع في الحاجز. وتؤدي ظاهرة تخلل الحواجز الكمومية دورًا رئيسيا في بعض الظواهر الطبيعية مثل النشاط الإشعاعي وتحلل بيتا وتحلل ألفا و تستغل عمليا في أجهزة ديود نفقي ومجهر المسح النفقي ويعود تصور التخلل النفقي للجسيمات إلى أوائل القرن العشرين إلا أن قبولها وإثباتها لم يتحقق إلى أواسط القرن، بعد نضوج ميكانيكا الكم.

[5]  يتم إنتاج ATP في الميتوكوندريا باستخدام الطاقة المخزنة في الطعام.

[6]  الموصلية الفائقة في الفيزياء هي ظاهرة تحدث في بعض المواد عند تبريدها إلى درجات حرارة منخفضة جدا تقترب من الصفر المطلق (صفر كلفن)، حيث تسمح الموصلات الفائقة بمرور الكهرباء خلالها دون أي مقاومة كهربية تقريباً.

[7]  تم التحقيق في ظاهرة انبعاث الفوتون الفائق من الأنظمة الحية من أجل توضيح الخصائص الفيزيائية لهذا الإشعاع ومصدره المحتمل. وتم الحصول على دليل على أن الضوء لديه درجة عالية من التماسك بسبب (1) إحصائيات عدد الفوتونات، (2) توزيعه الطيفي، (3) سلوك التحلل بعد التعرض لإضاءة الضوء، و(4) شفافيته من خلال بصريًا سميكًا المواد ، علاوة على ذلك، يبدو أن الحمض النووي هو مصدر مهم لهذا الانبعاث.