
لطائف: مسامتة القطب للقبة الخضراء
عبد الله أبوذكريحبل اتصال لا تُحَلُّ له عُرى
بالشَّاذليِّ القُدُوَةِ الكُبْرَى فَلُذ***بجَنَابِه تَلْقَى العسير مُيَسَّرَا
منه إلى طه النَّبِيِّ المُصطفى ***حَبْلُ اتِّصالٍ لا تُحَلُّ لَه عُرى
هكذا تغنّى المداحون للإمام الشاذلي رضي الله عنه، فمنه إلى سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم حبل اتصال لا تُحَلُّ له عُرى، فهو رضي الله عنه من آل البيت الكرام، من نسل الإمام الحسن بن عليّ عليهم السلام، فهذا الاتصال الأول، وهو رضي الله عنه وأرضاه من أهل العلم تفقّه على مذهب المالكيّة في شبابه ببلاد المغرب بالسند المُتَّصل إلى الحضرة النبويّة الشريفة، وهذا الاتصال الثاني، وهو اتصال العلم، ثم الثالث وهو تلقّيه الطريق بالسند المُتَّصل من شيخه القطب سيدي عبد السلام بن مشيش رضي الله عنه وهو اتصال سند مرتبة الإحسان الذي هو التربية والسلوك والتصوف، فقد اكتمل عنده الاتصال نسبًا وعلمًا وعملًا وسلوكًا بالحضرة النبويّة المُشَّرَفة، ثم وجدنا مقامه بصحراء حميثرا جنوب مصر مُسامتًا -على نفس خط العرض تقريبًا-للقبة الخضراء النبوية الشريفة!، فهو متّصل موصول حسًّا ومعنى رضي الله عنه وأرضاه وعن شيخنا نور الدين علي جمعة رضي الله عنه وعنّا بهم آمين.

أقول مفصِّلًا:القُبَّة الخضراء الشريفة لحضرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالمدينة المنوَّرَة على خط عرض 24درجة و28دقيقة أرضيَّة، ومقام سيدي أبي الحسن الشاذليّ بحميثرا في صحراء عيذاب على خط عرض 24درجة و12دقيقة أرضيَّة، بفارق 16دقيقة أرضيَّة تعلو به القُبَّة الخضراء الشريفة، ولبُعد المسافة بين القُبَّتين (حوالي 506كم بالقياس على الخط المستقيم)يُمكن اعتبارهما على نفس خط العرض تقريبًا وإهمال هذا الفارق البسيط الذي لا يؤثر.

فللواقف في مواجهة مقام القُطب رضي الله عنه مُستقبلًا القبلة إذا استدار لليسار قليلًا بجهة الرُّكن الأيسر للحائط المواجه له (حوالي 34درجة من القبلة لليسار)يكون مواجهًا للقُبَّة الخضراء الشريفة تمامًا، وهي كرامة للقُطب رضي الله عنه أن يُقبض بحذاء القُبَّة الشريفة، والإشارة تُغني عن العبارة، والفتح بهذه الإشارة من بركات فضيلة الإمام العلامة شيخ الطريقة نور الدين سيدي علي جمعة رضي الله عنه، والحمد لله رب العالمين.