
متاع النبي صلى الله عليه وآله وسلم
أحمد عبد العاطي الآثاريالحمدُ لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمَّد، وعلى آله، وصحبه، والتابعين، ومن استنّ بسُنَّته، واقتفى أثرَه إلى يوم الدين.
وبعدُ:
فإنَّ الله تعالى ارتضى لعباده الإسلامَ دينًا، وأرسل لهم أنبياءه ورسله، مبشرين ومنذرين، وختم برسالة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم سائرَ الرسالات، ثم إنه تعالى جلّت حكمتُه قضى على نبيه ما يجري على سائر البشر من الانتقال إليه تعالى؛ حيث قال في محكم كتابه: ﴿ إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ ﴾ [الزُّمر: آية 30].
إلا أنه سبحانه قد رَزق نبيَّه أصحابًا كرامًا عدولًا نقلوا عنه كلَّ دقيق وجليل، ولم يَدَعوا في سيرته جزئيَّة ولو يسيرة إلا تكلَّموا فيها؛ فنقلوا لنا عَنْه صلى الله عليه وسلم كلَّ همسَة ولمسَة، بل وسُكُوت وإقرار، ونقَلُوا عَنه أقوالَه، وأفعالَه، ونومَه، ويقظتَه، وحركاتِه، وسكونَه، وقيامَه، وقعودَه، واجتهادَه، وعبادتَه، وسِيَرَه، ومغازيَه، وسرايَاهُ، ومزاحَه، وزجرَه، وخُطبَه، وأكلَه، وشربَه، ومشيَه، وسكوتَه، وملاعبتَه أهله، وتأديبَه فرسه، وكُتُبَه إلى المسلمين والمشركين، وعهودَه، ومواثيقَه، وألحاظَه، وأنفاسَه، وصفاتِه، وهذا سوى ما حفظوا عنه من الأحكَام الشّرعيَّة، وما سَألوه عَن العِبادَات والحلَال والحرَام، وتحاكَمُوا فيه إلَيْه.
وكان مما تشرفوا رضي الله عنهم برصده، متاعُه صلى الله عليه وسلم الشريف، وهو الأمر الذي نتشرف نحنُ بنقله عنهم في هذه الصفحات المعدودة.
وبادئ ذي بَدء فإن متاع النبي صلى الله عليه وسلم قد جاء تحت موضوعات شتى، وبمفردات متنوعة، وذلك في كتب الشمائل والسير وكتب التاريخ والحديث الشريف، وغيرها؛ فقد عنون ابن كثير في كتابه (البداية والنهاية) عُنوانًا مضمونه يحتوي على متاع النبي صلى الله عليه وسلم، ونصه "باب ما يُذكر من آثار النبي صلى الله عليه وسلم التي كان يختص بها في حياته من ثياب وسلاح ومراكب وغير ذلك مما يجري مجراه وينتظم في معناه"، ووضع المقريزي كتابه (إمتاع الأسماع بما للنبي صلى الله عليه وسلم من الأحوال والأموال والحفدة والمتاع).
وتحت عُنوان متاع النبي تندرج الموضوعات الآتية :
- موالي النبي صلى الله عليه وسلم وسراريه وعبيده وإماؤه.
- دواب النبي صلى الله عليه وسلم: إبله، وخيله، وبغلته، وحِماره، وغنمه.
- أسلحة النبي صلى الله عليه وسلم: أرماحه، وسيوفه، ودروعه، وترسه، وقِسيّه، وسهامه، ومِغْفره، وراياته.
- بيوت النبي صلى الله عليه وسلم وأثاثه.
- لباس النبي صلى الله عليه وسلم.
- صدقات النبي صلى الله عليه وسلم وأحباسه.
- أحماء النبي صلى الله عليه وسلم.
موالي النبي صلى الله عليه وسلم وسراريه وعبيده وإماؤه:
سلمى أم رافع، وخُضرة، ورضوى، وميمونه بنت سعد، وأم أيمن الحبشية وهي بركة بنت ثعلبة بن عمرو بن حصين وتعرف بأم الظباء وهي أم أسامة بن زيد وهي حاضنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت ممن ورثها صلى الله عليه وسلم من أبيه وقيل من أمه، وخليسة مولاة حفصة بنت عمر، ورزينة، وريحانة بنت شمعون القرظية، وهي من سراريه، ومن إمائه سانية، وسَديسَة الأنصارية، وسلامة حاضنة ابْنِه إبراهيم، وشيرين وقيل: سيرين أخت مارية القبطية، وعنقودة أم مليح الحبشية، وفضة النوبية، وليلى، ومارية بنت الرباب، وميمونة بنت أبي عسيب، وأم ضميرة، وأم عياش، ونفيسة، وربيحة، وروضة، وجميع هؤلاء أعتقهن صلى الله عليه وسلم.
خدمه وعبيده من مواليه صلى الله عليه وسلم:
زيد بن حارثة، وابنه أسامة، وأبو كبشة، وأنسة، وصالح شقران، وسفينة، وثوبان، ورباح، ويسار، وأبو رافع، وفضالة، وأبو مويهبة، ومدعم، وكركرة، وقد أعتقهم جميعًا صلى الله عليه وسلم.
دواب النبي صلى الله عليه وسلم :
- من خيله: السكْب، والمُرتجز، واللحيف، واللزاز، والظرب، وسَبْحَة، والورد.
- أما بغاله فهي: دُلدُل، وفضة.
- أما حَميره: فقد كان للنبي صلى الله عليه وسلم حمارٌ يقال له: يعفور، وقيل: عُفيْر، وذكر ابن القيم حمارًا آخر أهداه للنبي صلى الله عليه وسلم سعدُ بن عبادة.
- أما إبله صلى الله عليه وسلم فهي: القصواء، والعضباء، والجدعاء، ومن إبله صلى الله عليه وسلم جملٌ غَنِمه يوم بدر، كان لأبي جهل، وقد نحره النبي صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية، كهدي للعمرة، ليغيظ به المشركين.
- أما غنمه صلى الله عليه وسلم: عجوة، وزمزم، وسُقيا، وبركة، وورسة، وإطلال، وإطراف.
أسلحة النبي صلى الله عليه وسلم:
- من سيوفه: مأثور، والعضب، وذو الفقار، والقلعي، والبتّار، والحتف، والرسوم، والمِخذم، والقضيب.
- ومن دروعه صلى الله عليه وسلم: ذات الفضول، وذات الوشاح، وذات الحواشي، والسعدية، وفضة، والبتراء، والخرنق.
- تِرسه صلى الله عليه وسلم: كان له صلى الله عليه وسلم ترس يسمى الزَّلوق، وترس يقال له الفُتق، وترس أهدي إليه صلى الله عليه وسلم فيه صورة تمثال، فوضع يده عليه، فأذهب الله ذلك التمثال.
- أرماحه صلى الله عليه وسلم وقِسيه: المُثوي، والمُثني، وحربة يقال لها النبعة، وأخرى يقال لها البيضاء، وقوس صفراء، وأخرى اسمها الروحاء، والسداد، وصغيرة تشبه العكاز يقال لها العَنَزَة.
- مِغْفَره صلى الله عليه وسلم: كان له مغفر من حديد، وهو كالبيضة، يغطي الرأس.
- راياته صلى الله عليه وسلم: كانت له رايات بيضاء، وسوداء، وصفراء، وكانت له راية تسمى العقاب، سوداء مربعة.
بيوت النبي صلى الله عليه وسلم وأثاثه ومتاعه:
كانت له تسعة أبيات، محلها بين المنبر والروضة، وكانت تضم أثاث بيوته، ومن ذلك: الفُرُش، وقدحه، ويسمى الريان، وقدح آخر مضبب بسلسلة من فضة، وكان له قدح من قوارير، وآخر من عيدان، وربعة يجعل فيها المرآة والمُشط والمقرضين والسواك، ومكحلة يكتحل بها.
ومن أثاثه ومتاعه: اللحاف، والوسادة، والخُمرة، كان يصلي عليها، وهي كالحصير الصغير.
ملابس النبي صلى الله عليه وسلم:
من ألبسته صلى الله عليه وسلم العمامة، وكانت تسمى السحاب، وكانت له أخرى سوداء يلبسها في الحروب، وله حُلة حمراء، وله فروة أكمامها من سندس، ونعل تسمى التاسومة، وجبة، بردة.
صدقاته صلى الله عليه وسلم وأحباسه:
منها: أموال مخيريق اليهودي الذي شارك المسلمين في غزوة أحد فقتل، فجعل النبي ماله صدقة للمسلمين، كما غنم النبي صلى الله عليه وسلم سبعة حوائط من أموال بني النضير جعلها للمسلمين، وزد عليها أموال خيبر.
أحْماء النبي صلى الله عليه وسلم:
والحِمى أراضي خصبة خصصها النبي صلى الله عليه وسلم للضعفاء من المسلمين يرعون فيها بإبلهم الهزيلة وخيلهم الضعيف، ومنها: حمى النقيع، وحمى الربذة.