
أسئلة المريدين - 14
مولانا الإمام أ.د. علي جمعةس1: ماذا يفعل المريد إذا شعر بحال قبض وضيق في الصدر؟
يذكر (يا لطيف) 129 مرة.
س2: أحيانا تمنعني ظروفي الصحية من حضور الحضرة، فهل يصح لي أن أقول نفس أوراد الحضرة في نفس الوقت الذي تقام فيه؟
يصح.
س3: هل تبلغ المرأة مقامات الرجال في الوصول والقرب؟
نعم، وقد تعلو، فلدينا السيدة عائشة الصديقة وقد وصلت إلى درجة الصديقية، والسيدة خديجة، والسيدة فاطمة، والسيدة زينب والسيدة نفيسة والسيدة سكينة، وغيرهن.
س4: هل من الأفضل تثبيت صيغة معينة للصلاة على سيدنا النبي طول اليوم أم ننوع؟
حيثما تجد قلبك، فلا حرج أن تنوع، ولا حرج أن تنجذب لصيغة معينة.
ومن ذلك أنهم جاءوا إلى سيدنا النبي يسألون عن الرجل الذي كان يقرأ دائمًا بسورة الإخلاص، ولا يتركها، وبعضنا أصابه الملل، ولما سأله سيدنا، أجاب فقالَ (إنِّي أُحِبُّها، فقالَ: حُبُّكَ إيَّاها أدْخَلَكَ الجَنَّةَ).
س5: لماذا تعتمد المسبعات كأحد أوراد الطريقة على الرغم من اختلاف العلماء حول بقاء الخضر حيًا، ولماذا لم يتم استبدال أوراد ثابتة بها؟
طالما أن العلماء اختلفوا في ذلك، ونحن من العلماء الذين يقولون ببقائه حيًّا، فأين المشكلة؟ وهنا نسأل صاحب السؤال: لماذا اخترت طريقتنا؟!، لماذا لا تذهب إلى طريقة أخرى بأوراد أخرى، مع العلم بأن كلهم من رسول الله ملتمس؟!.
أما عن المسبعات فلقد أوردها أبو طالب المكي في كتابه قوت القلوب، ونقلها عنه الإمام الغزالي، وهي مروية عن إبراهيم التَّيْمِيّ عن كَرْز وكلاهما لهم مشاهدات، ومنها أنهم شاهدوا حضرة النبي أصلًا، والمسبعات من المشاهدات.
ولكن القضية ليست هكذا، وإنما بالنظر نجد أن المسبعات تبدأ بكلام الله، وكلام الله يفوق كلام البشر، والمسبعات منها 6 أجزاء الأولى قرآن، ثم الباقيات الصالحات والصلاة على سيدنا النبي والدعاء. فهذا ذكر وارد، أي أنه موجود في الكتاب والسنة. أما هذه التركيبة وهذا الإرشاد فهو تدريب وإلزام من أسيادنا العلماء عبر القرون.
س6: السؤال عن أرواح المؤمنين تأوي إلى عدن والكافرين إلى برهوت ومعرفة الميت لمن يزوره عصر الخميس إلى فجر يوم السبت؟
مثل هذه الأمور واردة في الأحاديث، أما موضوع عصر الخميس فوارد عن التابعين.
س7: ما هي العمارة وما هو الشكل الأمثل لها في ظل الاستنكار الذي نراه الآن لهذا النوع من الذكر؟
أصل العمارة في القرآن (( الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ )) إلى آخر الآية، فماذا نفعل وقد بدأ الله تعالى بالذكر من قيام، فأراد الصوفية أن يطبقوا كل كلمة من كلمات القرآن والسنة فعملوا هذه العمارة.
كما أن هناك حديثًا وإن كان ضعيفًا عن كميل أن الصحابة كانت تهتز كاهتزاز الشجر، فأخذوا من هذا صورة قاموا بتجربتها، فوجدوا طاقة عظيمة جدًّا تحدث في هذا الشكل.
إلا أن الهجمة الوهابية التي استمرت الآن أكثر من 50 سنة جعلت الناس تستغرب ما لم يكن أجدادنا يستغربونه، حيث كانوا يعرفون كل هذه الأشياء.
كما أن الدراما ساعدت في تشويه الصورة حيث بينت أن الناس تهتز اهتزازًا غير لائق مع قولهم لبعض الكلمات غير الموجودة لدينا، بطريقة ساخرة، حيث لا يعرف واحد منهم هذا الشكل من الذكر، ولم يحضر أحدهم العمارة، فالجهل واضح على المخرج والمؤلف والممثل والجميع يشوهون المسألة أكثر من 60 سنة، ولا أحد يُنْكِر لأنه قد تكون في الذهن الجمعي أن هذه خرافات.
أما أهل الله فلم يكونوا كما تصفهم الدراما، بل إنهم يذهبون إلى كتاب الله ويضعون منه منهجًا للحياة الدنيا، ولما ذهبوا إلى الكتاب والسنة وجدوا هذا النوع من الذكر فقاموا بتطبيقه.
أما شباب هذا اليوم ممن لا يستطيع استيعاب مثل هذه الصور من الذكر فلا حرج عليه، ولا يلتزم به، فنحن في عصر فتن، فدع هؤلاء الشباب وشأنهم ولا ترهبهم أو تخوفهم من عدم الاشتراك في العمارة فهو ليس فاسقًا بسبب تركه للعمارة، إنما الأمر يتلخص في أن عقله لم يستوعب بعد. فالعمارة إذن لها أصل، ولها أثر كبير، فلابد من الرفق بمن لم يستوعب حتى لا ينقلب ضدنا بعد أن كان معنا، والصعب إذا ترك الطريق وذهب إلى شيء آخر.
س8: ما هو ذكر الأهمية بالعدد 1111 وما فضله؟
ذكر الأهمية مشتق من علم اسمه علم الحرف، وهذا العلم قديم ويبدو أن مردوده إلى سيدنا إدريس عليه السلام، وفي البخاري لما سأل واحد سيدنا رسول الله: ومِنَّا رِجَالٌ يَخُطُّونَ قالَ: كانَ نَبِيٌّ مِنَ الأنْبِيَاءِ يَخُطُّ، فمَن وافَقَ خَطَّهُ فَذَاكَ. وفي روايات أخرى في الطبراني وغيره أن هذا النبي هو سيدنا إدريس عليه السلام (وكان إدريس أول من خط بالقلم). وكان سيدنا إدريس قبل سيدنا نوح، وقالوا إنه هرمس الهرامسة، ويقال إن أبا الهول هو شكل سيدنا إدريس أنه لما عَلَّم الفراعنة العلم وضعوا هذا التمثال على شكل وجهه وجسد أسد رمزًا للقوة.
ومعنى يخُط هو العلاقة بين الحروف والأرقام، مبناها في لغة العرب على طَرَفَيْن: الْجُمَّل الصغير، والْجُمَّل الكبير، على ترتيب الحروف الأبجدية (أبْجَدْ، هَوَّزْ، حُطِّي، كَلَمُنْ، سَعْفَصْ، قَرَشَتْ، ثَخَذٌ، ضَظَغٌ) وهي 28 حرفًا[1]، حيث لاحظ أهل هذا الفن أن الله تعالى قد بدأ القرآن في 29 سورة بأربعة عشر حرفًا من هذه الحروف تجتمع في جملة (نـصٌّ حَكيـمٌ قاطِـعٌ لَـهُ سِـرّ)، فبحث العلماء: لماذا لم يذكر الله تعالى الحروف الأخرى؟، فقالوا كوجهي القمر، وجه منير لأنه في مواجهة الشمس، والوجه الآخر مظلم، فلذلك عُرِفت هذه الحروف باسم الأحرف النورانية، تنظيرًا مع وجه القمر المستنير، وغيرها المتبقي وهو 14 حرفًا كذلك هو تنظيرا مع وجه القمر المظلم، فسميت الحروف الظلمانية.
أي أن الحروف (ا – ل – م – ص – ر – ك – هـ - ي – ع – ط – س – ح – ق – ن)، هي الحروف النورانية.
وأخذوا يبحثون عن الأسرار في هذه التركيبة، وعن طريق التجارب والتكرار وصلوا إلى ذكر الأهمية (أَهَمٌ سَقَكٌ حَلَعٌ يَصُّ) وكلها حروف نورانية وعددها (11)، وتبقى من الحروف ال 14 ثلاثة حروف فقط هي (ط ن ر)، أي (طَنَرٌ).
والثلاثة المتبقية هي (طنر) وهي تساوي في حساب الجمل الكبير (ط =9، ن=50، ر=200)، فصارت هذه الحروف مقابلة للعدد (259)، وبالبحث وجدوا أن لفظ الجلالة (الله) يساوي بالأعداد (ا=1، ل=30، ل=30، ه=5)، أي أن لفظ الجلالة يساوي العدد (66)، وعندما نقوم بفرده أي كل حرف بتركيبته في النطق أي بأسماء الحروف (ا=ألف، ل=لام، ل=لام، ه=هاء)، فتصير 12 حرفًا، فوجدوا أن قيم هذه الحروف ال 12 = 259، وهي (طَنَر).
فإذا قمنا بحذف (ط ن ر) من الحروف النورانية فيتبقى (أَهَمٌ سَقَكٌ حَلَعٌ يَصُّ)، وهي (11) حرفًا، فهيا نضع أمامها واحدًا فتصير (111)، وواحدًا آخر فتصير (1111)، وهذا الواحد يدل على لا إله إلا الله، فلا واحد إلاالله.
فقاموا بتجربة الذكر بهذا الاسم (أَهَمٌ سَقَكٌ حَلَعٌ يَصُّ) 111 مرة، فوجدوا له أثرًا كبيرًا، فصارت من المجربات (وليست من الشريعة).
فهناك فرق بين كتاب الله المنظور، وكتاب الله المسطور. ومن ذلك أن الطبيب يعالجك بكتاب الله المنظور، ولا يعالجك بالكتاب والسنة، وإنما بالدواء الذي قاموا بتجربته على هذا المرض فنجح، ولكن ليس من الشرط أن ينجح هذا الدواء، ولكن يمكن أن ينجح بنسبة 99%. وهكذا المجربات فهي من كتاب الله المنظور.
وفي القرآن: (اقرأ باسم ربك الذي خلق)، وهذه الحروف من كتاب الله المسطور (اقرأ باسم ربك الذي علم بالقلم) فقاموا بالتجربة فنجحت معهم، وذكروا بهذه الحروف (أَهَمٌ سَقَكٌ حَلَعٌ يَصُّ) 111 مرة متتالية فكان الأثر واضحًا، فقالوا إن هذه حروف نورانية، أنزلها الله تعالى في كتابه، وهذا هو ترتيبها، وقد جربناها فأتت ثمارها. وهو شيء من التبحر في الفهم، فمن لا يقبل ذلك فلا يقوم به، فهو ليس فرضًا أو سنة، بل من المجربات، كمثل نبات الشيح يُذْهِب المغص، وهو لم يأتِ في القرآن، ولا في السنة، ولكنها تجربة، فمن أراد أن يذكر بها فله ذلك، ومن لا يريد فلا يذكر بها. وسبب شرحي لها هو أن أُفَهِّم وأشرح لمن يسأل، لأنكم سألتم عن هذا لجهل السائل.
فهذه من الدين لأن هذه الحروف من السور القرآنية، ولا يعرف أحد سبب ورودها هكذا، ولماذا هذه الحروف تحديدًا، ولماذا هذه السور، فهناك أقوال للعلماء فيها. وهذا شأن من يؤمن بالقرآن لدرجة عالية، أما الشخص الحيران يريد أن يختبر نفسه ويختبر القرآن ويختبر ربنا ويختبر الشيخ ويختبر المقدم المسكين.
قمنا بالتجربة منذ زمن ونجحت، فلماذا نرفضها؟!.
وأنت جربتها ولم تنجح، فما علاقتي أنا بهذا؟، هل قال لك أحد عن هذا Science مبني على مشاهدة؟ بل هو تجريب.
فالدنيا بسيطة ولا حاجة لنا بتعقيد الأمور.
ألم يقل تعالى (ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر)، أي أنه يوجهنا إلى التعمق في القرآن.
س9: هناك من يضع على الخواتم أوفاقًا وآياتٍ بغرض الحفظ؟
هذه الأمور ليست لغرض الحفظ، وإنما لغرض البركة، فهي حروف أنزلها الله تعالى، وخصها أن تكون من غير حروف أخرى، واستشعرنا فيها بالبركة، وكلام الله مُقَدَّم على غيره.
ومن هنا فنحن نتبرك باسم الله، وبالحروف المقطعة، وبالصلاة على سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فهذا للبركة وليس للحفظ.
س10: متى تستقيم النفس البشرية وتكون الأوراد كالهواء والماء لها؟
بالديمومة.
[1] حِسَاب الجُمَّل هي طريقة لتسجيل صور الأرقام والتواريخ باستخدام الحروف الأبجدية، إذ يعطى كل حرف رقمًا معينًا يدل عليه. فكانوا من تشكيلة هذه الحروف ومجموعها يصلون إلى ما تعنيه من تاريخ مقصود وبالعكس كانوا يستخدمون الأرقام للوصول إلى النصوص. فالألف يساوي واحد والباء تساوي اثنين والجيم تساوي 3، وهكذا بطريقة معينة، وصولًا إلى حرف الغين يساوي 1000 بنسق معين. والجمل الصغير بمساواة الحروف المكونة للكلمة، والجمل الكبير بفرد كل حرف من الكلمة أي اسم الحرف ثم نحسب. وقال البعض: والتاء المربوطة (ـة) تحسب هاء، لأنّها ترسم هاءً وتلفظ عند الوقف هاءً أيضاً. والألف المقصورة تحسب ياء، لأنها ترسم على صورة الياء (ى).