السنة الثالثة رمضان 1444 هـ - إبريل 2023 م


مولانا الإمام أ.د. علي جمعة
أسئلة المريدين - 9
مولانا الإمام أ.د. علي جمعة

س1: ما الأشياء التي يحب شيخنا نور الدين أن أفعلها كمريد وأواظب عليها؟

ج1: ما ذكرناه من الإخلاص، وفهم لاحول ولا قوة إلا بالله، التي هي مفتاح لكل الحكم العطائية.

س2: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: اسألوا الله لي الوسيلة، ما الدعاء الذي تحبونه حتى ندعو الله به؟

ج2: أن نكون مع رسول الله، لماذا نترك رسول الله؟!.

س3: ماذا يفعل المريد ليشعر بوجود شيخه معه خاصة في ظروف مثل التي نمر بها؟

ج3: لا يفعل شيئاً، يستأنس بالله، يرضى بالله، إذا غابت الأشباح التقت الأرواح.

س4: بعضهم يساوي بين ما يوصل إليه الذكر والفكر ومجاهدة النفس عند الصوفية، وما يصل إليه بالتأمل عند غير المسلمين، ويساوون بين الصوفية ومن يدعونهم المتمولين فهل هذا صحيح؟

ج4: هذا خطأ، والصوفية اطلعت على كل ما وصلت إليه الفلسفات والمذاهب الأخلاقية في الشرق والغرب، واستطاعوا من خلال عرضها على الكتاب والسنة وأصول الديانة الإسلامية أن يستخلصوا هذا الذي نفعله في الصوفية، بأمر الله وبأمر رسوله وبالتجربة البشرية المعتبرة التي تتساوى مع ما أمر الله به ورسوله. فهذا الذي يظن أن التأمل واليوجا وكذا إلى آخره - من هذه الترهات وهي أمور ملوثة بعقائد وثنية - أنها تساوي هذا التوحيد الخالص فهو مخطئ.

س5: ماذا عن صحبة الشيخ وما يجب على المريد لتحقيق هذه الصحبة؟

ج5: أخذوا صحبة الشيخ من ملازمة الصحابة الكرام - رضي الله عنهم وأرضاهم - لرسول الله ، ووضعوا لها آداب، من هذه الآداب: [وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ ۚ إِنَّ ذَٰلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ ۖ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ] (الاحزاب: 53). والنبي  لأنه سيكون له ميراث محمدي فى التعليم والإرشاد والتربية، واجه هذه المشكلة: أن الكل يحب أن يجلس إليه، حتى قال له حنظلة: عندما نكون معك تكون قلوبنا في السماء ومعلقين بالعرش، وعندما نخرج ونعافس أهلنا وأموالنا تحدث لنا غفلة! فقال: يا حنظلة ساعة وساعة، والله لو دمتم على ما كنتم معي عليه لصافحتكم الملائكة في الطرقات. وكثير من الناس يفهمون أنها درجة عالية، وأنا أفهم منها أنها تحذير، لأنه لو صافحتنا الملائكة في الطرقات لتركنا الدنيا وعمارتها فوقعنا مرة أخرى في المعصية؛ لأن الله أمرنا أن نعمر هذه الدنيا، ولا ننشغل بجمال الملائكة وأُنسها عن الهدف الأساسي للخلافة البشرية للأرض. ولذلك يا حنظلة ساعة وساعة، هذا هو الكمال، وليس الكمال أن نلتذ فنخالف، فيجب علينا إذن أن نفهم هذا الأمر بدقة.

س6: كلما هممت بإحداث الرابطة وتخيل حضرة مولانا أثناء الذكر أتلعثم ولا أستطيع، فماذا أفعل؟

ج6: ليس من الضروري أن تستحضر الصورة، ويمكن أن تستحضر المواجهة الشريفة أو الكعبة المشرفة أو المصحف الشريف. فالمقصود من الرابطة ألا يشت ذهنك فتتصور ربك، فهذا منهي عنه! وهذه هي فائدة قولنا سبحان الله، أي ننزه الله عن كل صورة.

صحيح أن الرابطة فيها صلة عندنا تكون بصوره الشيخ، ولكن أيضاً لها جانب سلبي، أنه يسلب مني الصور، ويشغلني عن استحضار صورة لرب العالمين، فيؤدي بي ذلك إلى تدهورات نفسية وتخيلات شيطانية. فلها جانب إيجابي وجانب آخر يسلب عني هذه الصور. فنفعلها بهذه الطريقة إما صورة الشيخ، وإن تعذر فصورة شيء مما خلقه الله، كلام الله غير مخلوق لكن المصحف المطبوع عندنا هذا دال، فهو مخلوق، ولذلك يمكن لكل هذه المخلوقات أن تأتي حتى لا ينثال فى الأذهان صور غير مرغوب فيها لتصور رب العالمين الذي [لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ] (الشورى: 11).

س7: شاهدت فيديو يتحدث شخص فيه عن رموز وأشياء لا أفهمها ويقول إنها من علم الجفر، فما هو هذا العلم، وهل له علاقة بالتصوف؟

ج7: ليس له علاقة بالتصوف، ولا تسمعه مرة أخرى؛ لأن هذا لا يضر ولا ينفع.

س8: نريد فهم عبارة سيدي ابن عطاء الله: التنوير في إسقاط التدبير، فما معنى التدبير؟

ج8: التدبير هو أن ترى لنفسك حولًا وقوة، وأنك تدبر شيئًا بعيدًا عن مراد الله، أما أن تتخذ الأسباب التي خلقها من أجل أن الله أمرنا باتخاذها فهذا ليس من قبيل التدبير.