
ظهور المهدى حق (5)
السيد عبد الله بن الصديق الغماريوأما حديث أبي أمامة فخرجه الطبراني وأبو نعيم عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : تلفو سيكون بينكم وبين الروم أربع هدن الرابعة على يد رجل من أهل هر قل تدوم سبع سنين، فقال رجل من عبد القيس : يارسول الله : من إمام الناس يومئذ ؟ قال : من ولدي ابن أربعين كان وجهه كوكب دری في خده الأيمن خال أسود ، عليه عباءتان قطوانيتان كأنه من رجال بني إسرائيل ، يستخرج الكنوزويفتح مدائن الشرك ، إسناده ضعيف ، وقال ابن ماجه : ثنا علي بن محمد ، ثنا عبد الرحمن المحاربي عن إسمعيل بن رافع أبى رافع عن أبي زرعة الشيباني يحيى بن أبى عمر و عن أبي أمامة الباهلى قال : خطبنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فذكر الدجال إلى أن قال : فترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات ، فلا يبقى منافق ولا منافقة إلا خرج إليه - يعنى الدجال - فتنفى الخبث منها كما ينقى الكير خبث الحديد ويدعى ذلك اليوم يوم الخلاص ، فقالت أم شريك بنت أبى العكر : يا رسول الله : فأين العرب يومئذ ؟ قال : هم يومئذ قليل ، وجلهم ببيت المقدس ، و إمامهم رجل صالح ، فبينما إمامهم تقدم يصلى بهم الصبح إذ نزل عليهم عيسى بن مريم الصبح، فرجع ذلك الإمام ينكص يمشى القهقرى ليتقدم عيسى يصلى بالناس ، فيضع عيسى يده بين كتفيه ثم يقول له : تقدم فصل فإنها لك أقيمت فيصلى بهم إمامهم، وخرجه ابن خزيمة وأبو عوانة والحاكم وأبو نعيم والروياني من طرق و فى بعضها ( وإمامهم المهدى رجل صالح ) الحديث وأما حديث عبد الله بن عمر و بن العاص فخرجه نعيم بن حماد فى كتاب الفتن والحاكم فى المستدرك من طريق عمر و بن شعيب عن أبيه عن جده عبد الله بن عمر و قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : في ذي القعدة تجاذب القبائل ، وعامئذ ينهب الحاج فتكون ملحمة بمنى حتى يهرب صاحبهم فيبايع بين الركن والمقام وهو كاره يبايعه مثل عدة أهل بدر يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض، إسناده حسن وأما حديث عمار بن ياسر رضي الله عنهما فخرجه الخطيب قال : أنبأنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد ابن عبد الله بن مهدى ، أنبأنا محمد بن مخلد الدورى ، حدثنا أحمد بن الحجاج بن الصلت ، ثنا سعيد بن سليمان ، ثنا خلف بن خليفة عن مغيرة عن إبراهيم عن علقمة عن عمار بن ياسر قال : بينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم راكب ، إذ حانت منه التفاتة ، فإذا هو بالعباس فقال : يا عباس : إن الله عز وجل فتح هذا الأمر بى و سيختمه بغلام من ولدك يملؤها عدلاً كما ملئت جوراً ، وهو الذي يصلى بعيسى عليه السلام ، هذا إسناد ضعيف .
وأما حديث العباس بن عبد المطلب : فخرجه ابن عساكر فى التاريخ عنه قال : لما كان يوم فتح مكة ركبت بغلة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتقدمت إلى قريش لأردهم عن حرب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ففقدنى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فسأل عني فقالوا : تقدم إلى مكة ليرد قريشاً عن حربك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ردوا على أبي ، ردوا على أبى لا تقتله قريش كما قتلت ثقيف عروة بن مسعود ، فخرجت فوارس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى تلقونی فردونی معهم ، فلما رآنی رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جهش واعتنقنى باكيا ، فقلت : يا رسول الله إنى ذهبت لأنصرك ، قال : نصرك الله ، اللهم انصر العباس و ولد العباس ، قالها ثلاثا ثم قال : يا عم أما علمت أن المهدى من ولدك موفقاً راضياً مرضيا . في سنده محمد بن يونس بن موسى الكديمى ؛ وهو متهم بالكذب .
وأما حديث الحسين بن على عليهما السلام : فخرجه ابن عساكر فى التاريخ عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لفاطمة عليها السلام : أبشرى بالمهدى منك ، وإسناده ضعيف . وأما حديث تميم الدارى : فخرجه ابن حبان في كتاب الضعفاء قال : حدثنا محمد بن الحسن بن قتية ثنا أحمد بن سلم السقاء الحلبى . ثنا عبد الله بن السري المدائني عن أبي عمران الجوني عن مجالد بن سعيد عن الشعبي عن تميم الدارى قال : قلت يا رسول الله : ما رأيت للروم مدينة مثل مدينة يقال لها انطاكية ، و ما رأيت أكثر مطراً منها ، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : نعم ، وذلك أن فيها التوراة وعصا موسی و رضراض الألواح ومائدة سليمان بن داود في غاراتها ، ما من سحابة تشرف عليها من وجه من الوجوه إلا أفرغت فيها من البركة فى ذلك الوادى ، ولا تذهب الأيام والليالي حتى يسكنها رجل من عترتى اسمه اسمى واسم أبيه اسم أبى يشبه خلقه خلقى يملأ الدنيا قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا ، وهذا إسناد ضعيف .
وأما حديث عائشة : فخرجه نعيم بن حماد في كتاب الفتن عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : المهدى رجل من عترتى يقاتل على سنتى كما قاتلت أنا على الوحى ، و هو حديث جيد ، وخرج البخارى ومسلم ، واللفظ له عن عائشة قالت : عبث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فى منامه ، فقلنا يا رسول الله : صنعت فى منامك شيئا لم تكن تفعله ، فقال : العجب أن ناسا من أمتى يؤمون البيت لرجل من قريش قد لجأ بالبيت ، حتى إذا كانوا بالبيداء خسف بهم ، فقلنا : يا رسول الله : إن الطريق قد يجمع الناس ، قال : نعم ، فيهم المستبصر والمجبور وابن السبيل يهلكون مهلكا واحدا ويصدرون مصادر شتى يبعثهم الله على نياتهم ، و خرج نحوه أبو يعلى بإسناد صحيح .
وأما حديث عبد الرحمن بن عوف : فخرجه أبو نعيم فى أخبار المهدى عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ليبعثن الله من عترتى رجلا أفرق الثنايا أعلى الجبهة يملأ الأرض عدلا يفيض المال فيضا .
وأما حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب : فخرجه الطبراني في معجمه الأوسط عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في نفر من المهاجرين والأنصار و على بن أبى طالب عن يساره والعبـاس عن يمينه ، إذ تلاحى العباس ورجل من الأنصار ، فأغلظ الأنصارى للعباس ، فأخذ النبي صلى الله عليه وآله وسلم بيد العباس و بيد على وقال : سيخرج من صلب هذا - يعنى العباس - فتى يملأ الأرض جورا و ظلما ، وسيخرج من صلب هذا - يعنى عليا - فتى بملأ الأرض قسطا وعدلا ، فإذا رأيتم ذلك فعليكم بالفتى التميمى فإنه يقبل من قبل المشرق ، و هو صاحب راية المهدى ، إسناده على شرط الحسن وخرج أبو نعيم في أخبار المهدى، والكجى فى سننه ، والخطيب فى تلخيص المتشابه عن ابن عمر قال : قال فاتبعوه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . يخرج المهدى وعلى رايته مناد ينادى . هذا المهدى خليفة الله إسناده حسن أيضا .
وأما حديث طلحة بن عبيد الله : فخرجه الطبرانى فى الأوسط عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ستكون فتنة لا يهدأ منها جانب إلا جاش منها جانب ؛ حتى ينادى مناد من السماء ، أميركم فلان يعني المهدى - وإسناده ضعيف
وأما حديث على الهلالي : فخرجه أبو نعيم قال : ثنا سليمان بن أحمد - يعنى الطبراني - ثنا محمد بن زريق ، عن جامع ، عن الهيثم بن حبيب ، عن سفيان بن عيينة ، عن على بن على الهلالى ، عن أبيه قال : دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فى شكاته التى قبض فيها ، فإذا فاطمة عليها السلام عند رأسه فبكت ، فرفع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم طرفه إليها فقال : يا فاطمة : ما الذى يبكيك ؟ فقالت : أخشى الضيعة بعدك ، فقال : أما علمت أن الله عز وجل اطلع إلى الأرض اطلاعة فاختار أباك فبعثه برسالته ، ثم اطلع إلى الأرض اطلاعة فاختار منها بعلك، وأوحى إلى أن أنكحك إياه يا فاطمة ، ونحن أهل بيت قد أعطانا الله سبع خصال لم تعط لأحد قبلنا ، ولا تعطى أحداً بعدنا ، فذكرها ثم قال : والذي بعثني بالحق إن منهما - يعنى الحسن والحسين - مهدى هذه الأمة إذا صارت الدنيا هرجا ومرجا و تظاهرت الفنن وتقطعت السبل وأغار بعضهم على بعض ، فلا كبير يرحم صغيراً ، ولا صغير يوقر كبيراً فيبعث الله عز وجل عند ذلك منهما - يعنى الحسن والحسين - من يفتح حصون الضلالة وقلوبا غلفا يقوم بالدين آخر الزمان كما قمت به فى أول الزمان ويملأ الدنيا عدلا كما ملئت جورا ، وإسناده ضعيف .