السنة الرابعة ربيع الأنور 1446 هـ - سبتمبر 2024 م


السيد عبد الله بن الصديق الغماري
ظهور المهدي حق (4)
السيد عبد الله بن الصديق الغماري

وأما حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه فخرَّجه الدارقُطني في الأفراد، وابن عساكر في التاريخ، ولفظه: المهدي من ولد العباس عمي، قال الدارقطني: هذا حديث غريب تفرد به محمد بن الوليد مولى بني هاشم، قلت: وهو ضعيف جداً، وأما حديث حذيفة بن اليمان فخرجه أبو نعيم ولفظه: لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لبعث الله رجلًا اسمه اسمي وخلقه خلقي - بضم اللام فيها – يكنى أبا عبد الله، وخرج أبو نعيم عن حذيفة سمعت رسول الله يقول: «ويح هذه الأمة من ملوك جبابرة، كيف يقتلون ويخيفون المطيعين إلا من أظهر طاعتهم، فالمؤمن التقي يصانعهم بلسانه ويقومهم بقلبه، فإذا أراد الله أن يعيد الإسلام عزيزاً قصم ظهر كل جبار عنيد وهو القادر على ما يشاء أن يصلح أمة بعد فسادها، يا حذيفة لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يملك رجل من أهل بيتي تجري الملاحم على يديه، ويظهر الإسلام لا يخلف الله وعده وهو سريع الحساب». وخرج أبو نعيم والروياني في المسند والطبراني والديلمي عن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المهدى رجل من ولدي وجهه كالكوكب الدري، اللون لون عربي، والجسم إسرائيلي، يملأ الأرض عدلًا كما مُلئت جوراً، يرضى بخلافته أهل السماء وأهل الأرض»، وخرجه أبو نعيم والروياني من طريق آخر بلفظ: «المهدى رجل من ولدي لونه لون عربي، وجسمه جسم إسرائيلي، على خده الأيمن خال كأنه كوكب دري" الحديث، وخرج الطبراني عن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يلتفت المهدي، وقد نزل عيسى بن مريم عليه السلام كأنه يقطر من شعره الماء، فيقول له المهدي: تقدم صلِّ بالناس، فيقول: إنما أقيمت لك الصلاة فيصلي خلف رجل من ولدي"، وخرج الحافظ أبو عمرو الداني في سننه والروياني في مسنده عن حذيفة قال: قال رسول الله: "تكون وقعة بالزوراء، قيل يارسول الله: وما الزوراء؟، قال: مدينة بالمشرق بين أنهار يسكنها شرار خلق الله وجبابرة من أمتي تقذف بأربعة أصناف من العذاب: بالسيف وخسف وقذف ومسخ»، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا خرجت السودان طلبت العرب فيكشفون حتى يلقوا ببطن الأرض، أو قال ببطن الأردن، فبينما هم كذلك، إذ خرج السفياني في ستين وثلاثمائة راكب حتى يأتي دمشق فلا يأتي عليهم شهر حتى يتابعه من كلب ثلاثون ألفاً فيبعث جيشاً إلى العراق فيقتل بالزوراء مائة ألف و يخرجون إلى الكوفة فينتهبونها؛ فعند ذلك تخرج راية من المشرق يقودها رجل من تميم يقال له شعيب بن صالح، فيستنقذ ما فى أيديهم من سبي أهل الكوفة، ويقتلهم ويخرج جيش آخر من جيوش السفياني إلى المدينة، فينتهبونها ثلاثة أيام، ثم يسيرون إلى مكة، حتى إذا كانوا بالبيداء بعث الله جبريل فيقول: يا جبريل عذبهم، فيضربهم برجله ضربة فيخسف الله بهم فلا يبقى منهم إلا رجلان، فيقدمان على السفياني ويخبرانه بخسف الجيش فلا يهوله، ثم إن رجالاً من قريش يهربون إلى  القسطنطينية فيبعث السفياني إلى عظيم الروم أن يبعث بهم فيبعث بهم إليه فيضرب أعناقهم على باب المدينة بدمشق . قال: حذيفة حتى إنه يطاف بالمرأة فى مسجد دمشق فى اليوم على مجالس حتى تأتي فخذ السفياني فتجلس عليه وهو في المحراب قاعد، فيقوم مسلم من المسلمين فيقول: ويحكم أكفرتم بعد إيمانكم إن هذ لا يحل فيقوم فيضرب عنقه فى مسجد دمشق ويقتل كل من تابعه؛ فعند ذلك ينادي منادٍ من السماء، أيها الناس إن الله قد قطع عنكم الجبارين والمنافقين وأشياعهم وولاكم خير أمة محمد فالحقوا به بمكة فإنه المهدي، قال حذيفة فقام عمران بن حصين فقال: يارسول الله: كيف لنا حتى نعرفه؟ قال: هو رجل من ولدي كأنه من رجال بني إسرائيل عليه عباءتان قطوانيتان كأن وجهه الكوكب الدري في اللون، في خده الأيمن خال أسود، ابن أربعين سنة، فتخرج الأبدال من الشام وأشباههم و يخرج إليه النجباء من أهل مصر وعصائب أهل الشرق وأشباههم حتى يأتوا مكة فيبايع له بين الركن والمقام ثم يخرج متوجهاً إلى الشام وجبريل على مقدمته وميكائيل على ساقته، فيفرح به أهل السماء وأهل الأرض وتزيد المياه في دولته وتمد الأنهار وتستخرج الكنوز، فيقدم الشام، فيذبح السفياني تحت الشجرة التي أغصانها إلى بحيرة طبرية ويقتل كلباً، فالخائب من خاب يوم كلب ولو بعقال، قال حذيفة يارسول الله: كيف يحل قتالهم وهم موحدون؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا حذيفة هم يومئذ على ردة يزعمون أن الخمر حلال ولا يصلون.

وأما حديث جابر بن ماجد الصدفي فخرجه الطبراني في الكبير وابن منده وأبو نعيم وابن عساكر من طريق ابن لهيعة عن عبد الرحمن بن قيس بن جابر عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «سيكون بعدي خلفاء ومن بعد الخلفاء أمراء ومن بعد الأمراء ملوك ومن بعد الملوك جبابرة، ثم يخرج رجل من أهل بيتى يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جَوْراً، ثم يؤمر بعده القحطاني، فوالذي بعثني بالحق ماهو بدونه»، وخرجه نعيم بن حماد في كتاب الفتن من هذا الطريق أيضاً، وخرج نعيم بن حماد من طريق قيس بن جابر عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «سيكون من أهل بيتى رجل يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً . ثم من بعده القحطاني والذي نفسي بيده ما هو بدونه»، وخرج نعيم أيضاً عن قيس بن جابر عن أبيه مرفوعاً: «القحطاني بعد المهدي، وما هو دونه».

وأما حديث أبي أيوب الأنصاري فخرجه الطبراني في المعجم الصغير قال: ثنا أحمد بن محمد بن العباس المري القنطري: ثنا حرب بن الحسن الطحان: ثنا حسين بن الحسن الأشقر: ثنا قيس بن الربيع عن الأعمش عن عباية بن ربعي عن أبي أيوب الأنصاري قال: قال رسول الله لفاطمة عليها السلام: "نبينا خير الأنبياء وهو أبوكِ، وشهيدنا خير الشهداء وهو عم أبيك حمزة، ومنا من له جناحان يطير بهما في الجنة حيث يشاء وهو ابن عم أبيكِ جعفر، ومنا سبطا هذه الأمة الحسن والحسين وهما ابناكِ، ومنا المهدي".

وأما حديث قرة بن إياس المزني فخرجه الحارث بن أبي أسامة في مسنده قال: ثنا داود بن المحبر بن قحذم ثني أبي عن أبيه قحذم بن سليم عن معاوية بن قرة عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لتملأن الأرض جوراً وظلماً، فإذا ملئت جوراً وظلماً بعث الله عز وجل رجلاً مني اسمه اسمي يملؤها قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً، فلا تمنع السماء شيئاً من قطرها، ولا الأرض شيئاً من نباتها، فيلبث فيكم سبعاً أو ثمانياً فإن أكثر -يعنى سنين-، وخرجه البزار في مسنده والطبراني في الكبير والأوسط من طريق داود بن المحبر عن أبيه به غير أنهما زادا بعد قوله: اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي.

 وأما حديث ابن عباس فخرجه الخطيب فى التاريخ قال: أخبرنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي نبأنا أبو الحسن على بن إسحق بن محمد بن البختري المادرائي نبأنا أبو قلابة الرقاشي ح وأخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن داود الرزاز أنا أحمد بن سلمان النجاد أنا أبو قلابة الرقاشي قراءة عليه نبأنا أبو ربيعة نبأنا أبو عوانة عن الأعمش عن الضحاك عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم منا السفاح، ومنا المنصور، ومنا المهدي، قال النجاد هكذا قرأه علينا أبو قلابة مرفوعاً قلت: وهذا إسناد ضعيف (1) وخرج أبو نعيم في أخبار المهدي عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لن تهلك أمة أنا في أولها وعيسى بن مريم في آخرها والمهدي فى وسطها"، وخرجه الحاكم وابن عساكر كلاهما في التاريخ من طریق آخر عن ابن اعباس بلفظ «لن تهلك أمة أنا في أولها وعيسى بن مريم في آخرها والمهدي من أهل بيتي في وسطها"، والمراد بالوسط في الحديثين ما قبل الآخر كما لا يخفى، وخرج ابن الجوزي عن ابن عباس أن رسول الله قال: « ملك الدنيا أربعة: مؤمنان وكافران؛ فالمؤمنان ذو القرنين وسليمان، والكافران نمروذ ومختنصر، وسيملكها خامس من أهل بيتي».

وأما حديث أم حبيبة فخرجه الطبراني في الأوسط، ولفظه: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يأتي ناس من قبل المشرق يريدون رجلاً عند البيت حتى إذا كانوا ببيداء من الأرض؛ خسف بهم، فيلحق بهم من تخلف فيصيبهم ما أصابهم، قلت يا رسول الله كيف بمن كان أخرج مستكرهاً؟، قال: يصيبهم ما أصاب الناس ثم يبعث الله كل امرئٍ على نيته"، وفي سنده سلمة بن الفضل الأبرس، وثَّقَه ابن معين وغيره وضعفه جماعة.

 (1) والحديث غريب منكر اهـ كاتبه.