السنة الخامسة رمضان 1446 هـ - مارس 2025 م


السيد عبد الله بن الصديق الغماري
ظهور المهدي حق (6)
السيد عبد الله بن الصديق الغماري

وأما حديث عمران بن حصين فخرجه الحافظ أبو عمرو الداني في سُننه عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : لا تزال طائفة من أمتي تقاتل على الحق حتى ينزل عيسى بن مريم عليهما السلام عند طلوع الفجر ببيت المقدس ينزل على المهدى فيقال يا نبي الله تقدم فصل بنا فيقول هذه الأمة أمراء بعضهم على بعض. وفي معناه ما رواه مسلم عن جابر بن عبد الله قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة ، قال فينزل عيسى بن مريم عليهما السلام فيقول أميرهم تعال صل بنا فيقول : لا، إن بعضكم على بعض أمراء تكرمة الله هذه الأمة .

 وأما حديث عوف بن مالك الأشجعي فخرجه الطبراني في الكبير عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : كيف أنت يا عوف إذا افترقت هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة فرقة واحدة في الجنة وسائرهن في النار؟ قلت : ومتى ذلك يا رسول الله؟ قال : إذا كثرت الشرط، وملكت الإماء ، وقعدت الحملان على المنابر واتخذ القرآن مزامير ، وزخرفت المساجد ، ورفعت المنابر ، واتخذ الفيء دولا ، والزكاة مغرما ، والأمانة مغنما وتفقه في الدين لغير الله ، وأطاع الرجل امرأته ، وعق أمه ، وأقصى أباه ، ولمن آخر هذه الأمة أولها ، وساد القبيلة فاسقهم ، وكان زعيم القوم أرذلهم ، وأكرم الرجل اتقاء شره ، فيومئذ يكون ذلك ، ويفزع الناس إلى الشام و إلى مدينة منها يقال لها دمشق من خير مدن الشام فتحصنهم من عدوهم، قلت: وهل تفتح الشام؟ قال : نعم وشيكًا أي قريبًا ، ثم تقع الفتن بعد فتحها ثم تجيء فتنة غبراء مظلمة ثم يتبع الفتن بعضها بعضًا حتى يخرج رجل من أهل بيتي، يقال له المهدي فإن أدركته فاتبعه وكن من المهتدين ، في سنده عبد الحميد بن الحضرمي أبو تقى ذكره ابن حبان في الثقات وضعفه غيره ولحديثه هذا شواهد.

وأما حديث أبي الطفيل فخرجه نعيم بن حماد في كتاب الفتن عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذكر المهدي فقال اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي ، وإسناده لا بأس به وأما حديث رجل من الصحابة فخرجه ابن أبى شيبة في المصنف عن مجاهد قال : حدثني فلان من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن المهدي لا يخرج حتى تقتل النفس الزكية ، فإذا قتلت النفس الزكية غضب عليهم من في السماء ومن في الأرض فأتى الناس المهدي فزفوه كما تزف العروس إلى زوجها ليلة عرسها وهو يملأ الأرض قسطًا وعدلًا وتخرج الأرض نباتها، وتمطر السماء مطرها ، وتنعم أمتي ولايته نعمة لم تنعمها قط وأما حديث قيس بن جابر فخرجه الطبراني من طريق الأوزاعي عن قيس بن جابر عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : سيكون من بعدي خلفاء ومن بعد الخلفاء أمراء ومن بعد الأمراء ملوك ومن بعد الملوك جبابرة ، ثم يخرج رجل من أهل بيتي يملأ الأرض عدلًا كما ملئت جَوْرًا ثم يؤمر بعده القحطاني فوالذي بعثني بالحق ما هو دونه وأما مرسل سعيد بن المسيب فخرجه نعيم بن حماد في كتاب الفتن عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تخرج من المشرق رايات سود لبني العباس ثم يمكثون ما شاء الله ثم تخرج رايات سود صغار تقاتل رجلًا من ولد أبي سفيان وأصحابه ، من قبل المشرق يؤدون الطاعة للمهدي .

وأما مرسل الحسن وهو البصري فخرجه نعيم بن حماد أيضًا في كتاب الفتن عنه قال : يبعث الله راية من المشرق سوداء من نصرها نصره الله، ومن خذلها خذله الله، حتى يأتوا رجلًا اسمه كاسمي فيولونه أمرهم فيؤيده الله وينصره وأما مرسل قتادة فخرجه نعيم بن حماد عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يخرج المهدي من المدينة إلى مكة فيستخرجه الناس من بينهم فيبايعونه بين الركن والمقام وهو كاره .

 وأما مرسل شهر بن حوشب فخرجه نعيم بن حماد في كتاب الفتن قال حدثنا الوليد عن عقبة عن شهر ابن حوشب قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : يكون في رمضان صوت وفي شوال همهمة وفي ذي القعدة تتحارب القبائل ، وفي ذي الحجة ينتهب الحاج ، وفي المحرم ينادي منادٍ من السماء ألا إن صفوة الله من خلقه فلان ( يعني المهدي) فاسمعوا له وأطيعوا ، وخرج الحافظ أبو عمرو الداني في سننه عن شهر بن حوشب قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: سيكون في رمضان صوت، وفي شوال معمعة ، وفي ذي القعدة تجارب القبائل، وعامئذ ينهب الحاج وتكون ملحمة بمعنى تكثر فيها القتلى، وتسيل فيها الدماء، حتى تسيل دماؤهم على الجمرة حتى يهرب صاحبهم فيؤتى بين الركن والمقام فيبايع وهو كاره ويقال له إن أبيت ضربنا عنقك به ساكن السماء ومساكن الأرض. وقال نعيم بن حماد في كتاب الفتن، حدثنا أبو يوسُف عن عمرو بن شعيب عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : يكون صوت في رمضان وتكون ملحمة عظيمة بمنى يكثر فيها القتل و يسفك فيها الدماء حتى يسيل دماؤهم على جمرة العقبة .

وأما مرسل معمر فخرجه نعيم بن حماد في كتاب الفتن قال : حدثنا الوليد - يعني ابن مسلم - عن معمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ما القحطاني بدون المهدي ، وفي معناه حديث قيس بن جابر عن أبيه عن جده وقد ذكرناه ، ثم وجدت حديثًا من طريق أم الفضل فلم أرَ بُدًّا من ذكره قال أبو نعيم في الدلائل : حدثنا الحسن بن إسحق بن إبراهيم بن زيد ، ثنا المنتصر بن نصر بن المنتصر، ثنا أحمد بن رشيد بن ختم ثنا عمي سعيد بن خثيم عن حنظلة عن طاوس عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: حدثتني أم الفضل قالت : مررت بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال : إنك حامل بغلام فإذا ولدت فأتني به ، قالت : فلما ولدته أتيت به النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فأذن في أذنه اليمنى وأقام في أذنه اليسرى وألبأه من ريقه وسماه عبد الله ، وقال اذهبي بأبي الخلفاء فأخبرت العباس وكان رجلًا لباسًا فلبس ثيابه ثم أتى إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فلما بصر به نام فقبل بين عينيه قال : قلت يا رسول الله ما شيء ، أخبرتني به أم الفضل ؟ قال: هو ما أخبرتك، هذا أبو الخلفاء حتى يكون منهم السفاح حتى يكون منهم المهدي حتى يكون منهم من يصلي بعيسى بن مريم عليه السلام ، وإسناده ضعيف وإلى هنا انتهى ما أردنا ذكره من المرفوعات وسنتبعها بذكر جمل من الموقوفات والمقطوعات وفاءً بما وعدنا به أولًا والله الموفِّق

(يتبع)